طارق بن زياد قائد عسكري بربري من شمال أفريقيا، يُعرف بدوره المحوري في الفتح الإسلامي لأيبيريا (إسبانيا والبرتغال حاليًا) في القرن الثامن الميلادي. لا يُعرف الكثير عن حياته المبكرة بشكل دقيق، لكن يُعتقد أنه كان من أصل بربري، ربما من قبيلة نفزار، وقد خدم في الجيش الأموي في شمال أفريقيا.

برزت قيادته العسكرية بعد تعيينه من قبل موسى بن نصير، والي المغرب آنذاك، لقيادة حملة عسكرية إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. في عام 711م، عبر طارق بن زياد مضيق جبل طارق (الذي سُمّي نسبةً إليه)، وهزم جيش القوط الغربيين في معركة واديِ لكة، مما مهد الطريق لغزو واسع النطاق لأيبيريا. حقق انتصارات عسكرية حاسمة، وأظهر قدرة قيادية عالية وفرض سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي الإيبيرية في وقت قصير.

على الرغم من نجاحه العسكري المذهل، إلا أن علاقته بموسى بن نصير شهدت بعض التعقيدات. فبعد عودته إلى شمال أفريقيا، واجه طارق بن زياد اتهامات بالتمرد أو التطاول على سلطة موسى بن نصير، وتعرض للاستدعاء إلى دمشق من قبل الخليفة الأموي، حيث يُعتقد أنه لقي حتفه.

يبقى طارق بن زياد شخصية مثيرة للجدل في التاريخ، فبينما يعتبره البعض بطلاً عسكرياً بارعاً فتح أراضي واسعة للإسلام، ينظر إليه آخرون كرمز للغزو والاحتلال. ولكن لا يمكن إنكار دوره الحاسم في تغيير مسار التاريخ الأوروبي.