## بحث عن الإسفنجيات (Porifera)

تُعرف الإسفنجيات (Porifera)، أيضا باسم الإسفنج، بأنها شعبة من الحيوانات اللافقارية البحرية البسيطة، وتتميز ببنية جسمية فريدة وتغذية غير اعتيادية. تُعد الإسفنجيات من أقدم الحيوانات متعددة الخلايا، وتشغل مجموعة متنوعة من الموائل البحرية، من المناطق الضحلة إلى الأعماق المحيطية.

1. خصائص الإسفنجيات :

*

بنية جسمية بسيطة:

تفتقر الإسفنجيات إلى الأعضاء الحقيقية وأجهزة الجسم المتخصصة الموجودة في الحيوانات الأكثر تعقيداً. جسمها عبارة عن مجموعة من الخلايا المتخصصة المرتبة بشكل فضفاض في مصفوفة هلامية تُعرف باسم الميزوهيل (mesohyl).
*

التغذية بالترشيح:

تتغذى الإسفنجيات عن طريق ترشيح الماء عبر مسام صغيرة في جدار جسمها. تحتوي خلاياها على أسواط (flagella) تخلق تيارات مائية تجلب الماء الغني بالجسيمات الغذائية إلى داخل جسم الإسفنج.
*

خلايا متخصصة:

على الرغم من بساطتها، تمتلك الإسفنجيات أنواعًا متخصصة من الخلايا تؤدي وظائف مختلفة، مثل الخلايا الأميبية (amoebocytes) التي تنقل المواد الغذائية، والخلايا الغطائية (pinacocytes) التي تغطي السطح الخارجي، والخلايا الطوقية (choanocytes) التي تبطن تجاويف الجسم وتقوم بترشيح الماء.
*

الهيكل:

يدعم جسم الإسفنج هيكل داخلي (endoskeleton) يتكون من ألياف بروتينية تسمى السبنجين (spongin) أو من أشواك معدنية تسمى السبكيول (spicules). يحدد نوع الهيكل الداخلي نوع الإسفنج.
*

التكاثر:

تتكاثر الإسفنجيات جنسياً ولا جنسياً. التكاثر اللاجنسي يحدث عن طريق التبرعم أو التفتت. أما التكاثر الجنسي فيحدث عن طريق إنتاج الأمشاج (gametes) التي يتم إطلاقها في الماء.
*

الافتراس:

على الرغم من أنها تبدو ضعيفة، إلا أن بعض الإسفنجيات لديها آليات دفاعية ضد الحيوانات المفترسة مثل إنتاج مواد كيميائية سامة.


2. تصنيف الإسفنجيات:

تنقسم الإسفنجيات إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على نوع السبكيول أو السبنجين الذي يشكل هيكلها الداخلي:

*

الكلسيات (Calcarea):

تتميز بأشواك كلسية (من كربونات الكالسيوم). غالباً ما تكون صغيرة الحجم وتعيش في المياه الضحلة.
*

الهيكليات (Hexactinellida):

تتميز بأشواك سداسية الشعاعات من السيليكا، وتشكل بشكل رئيسي الإسفنجيات الزجاجية في الأعماق المحيطية.
*

الاسفنجيات الدقيقة (Demospongiae):

تشكل الغالبية العظمى من الإسفنجيات، وتتميز بأشواك من السيليكا أو السبنجين، أو كليهما معاً. وتشمل أنواعاً متنوعة من الإسفنجيات التي تعيش في مختلف الموائل.


3. أهمية الإسفنجيات:

*

دور بيئي:

تلعب الإسفنجيات دوراً هاماً في النظم البيئية البحرية من خلال ترشيح الماء وإزالة المواد العضوية، وتوفير موائل للكائنات الحية الأخرى.
*

أهمية اقتصادية:

استخدمت الإسفنجيات قديماً كمواد تنظيف، وبعض الأنواع ما زالت تُستخدم في صناعة منتجات التجميل والطب.
*

البحث العلمي:

تُستخدم الإسفنجيات في البحوث العلمية لدراسة العمليات الخلوية والجزيئية الأساسية. كما تُستخدم بعض مركباتها الكيميائية في تطوير أدوية جديدة.


4. التهديدات التي تواجه الإسفنجيات:

تواجه الإسفنجيات العديد من التهديدات، بما في ذلك:

*

التلوث:

يُؤثر التلوث المائي على صحة الإسفنجيات، وقد يُسبب نفوقها.
*

التغيرات المناخية:

يُؤثر ارتفاع درجة حرارة المياه وحموضة المحيطات على نمو الإسفنجيات وتوزيعها.
*

الصيد الجائر:

يؤدي الصيد الجائر لبعض أنواع الإسفنجيات إلى انخفاض أعدادها.


في الختام، تُعد الإسفنجيات كائنات حيوية مهمة و فريدة، تلعب دورًا بيئيًا هاماً وتملك إمكانيات هائلة في مجالات البحث العلمي والصناعة. يُعد فهم بيولوجيتها وتهديداتها أمراً ضرورياً للحفاظ على هذه الكائنات في بيئاتها البحرية.