تُجسّد شجرة الزيتون رمزًا خالدًا للحياة والسلام والخصوبة، جذورها غائرة في عمق التاريخ، أغصانها ممتدّة نحو السماء كأنها تمدّ أناملها المتعبة نحو النور. هي ليست مجرد شجرة، بل هي ملحمةٌ حيةٌ تُحكي قصصًا عبر آلاف السنين.
جذعها العتيق، المتجعدُ بالندوب، يشهد على مرّ العصور والأحداث، كلّ ندبةٍ تحكي قصةَ صمودٍ في وجه العواصفِ والرياح. أوراقهُ الخضراءُ الفضيةُ، تُزيّنُ أغصانها بكثافةٍ، كأنها تُلبس ثوبًا ملكيًا من الحرير. وَثمارها، الزيتون، تُضفي عليها رونقًا خاصًا، فهي مصدرُ غذاءٍ وغنى، وزيتُها يُعطرُ الحياةَ بعبيرِهِ المُنعشِ، ويُشفي الجروحَ بخصائصهِ العلاجية.
تُمثل شجرة الزيتونُ رمزًا للسلام الأزلي، فقد ذُكرت في الكتب السماويةِ كرمزٍ للبركةِ والهداية. وتُزرعُ في أراضي تُشهد على تاريخٍ عريقٍ وحضاراتٍ متعاقبة، شاهدةً على صمود الإنسانِ وعزيمتهِ في مواجهةِ التحديات. هي رمزٌ للصبرِ والمثابرة، فببطءِ نموهاِ وعمقِ جذورها، تُعلّمنا قيمةَ الاستمراريةِ والصمودِ أمامِ تقلباتِ الحياة.
شجرة الزيتون، أكثر من مجرد نبات، هي تحفةٌ فنيةٌ خالدةٌ، رمزٌ للحياةِ الدائمةِ، وصورةٌ للسلامِ الأبدي.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |