## طريقة الدغابيس : فنٌّ قديمٌ وتقنيةٌ متجددة

تُعتبر الدغابيس من أقدم تقنيات البناء، وهي طريقةٌ بسيطةٌ وفعّالةٌ تعتمد على تثبيت الحجارة بعضها ببعض باستخدام مادة لاصقة، عادةً ما تكون مزيجًا من الطين والرمل والتبن أو مواد أخرى حسب توفرها في المنطقة. ولكنها أكثر من مجرد "لصق" حجارة معًا، فهي فنٌّ دقيقٌ يتطلب مهارةً وخبرةً لتحقيق بنيةٍ متينةٍ وجميلة.

مكونات الدغابيس واختلافها:

تتباين مكونات الدغابيس باختلاف الموقع الجغرافي والموارد المتاحة. ففي بعض المناطق، يعتمد المزيج على الطين الأحمر فقط، بينما في مناطق أخرى يضاف إليه الرمل لتحسين التصريف والمتانة، والتبن أو القش لتقليل الانكماش والتجفيف. بعض المزيجات تحتوي على مواد أخرى مثل الجير أو الجبس لتعزيز قوتها و مقاومتها للماء. و تتحدد جودة الدغابيس و متانتها بجودة المكونات المستخدمة و نسبة خلطها بدقة.

خطوات تجهيز الدغابيس ووضعها:

تبدأ عملية تحضير الدغابيس بخلط المكونات بعناية حتى يُحصل على قوام لا يُسيل ولا يكون جافًا جدًا، يتيح التثبيت الجيد للحجارة وتوزيع الوزن بالتساوي. ثم يُوضع المزيج بين الحجارة، مع الضغط عليه لضمان ملء الفراغات تمامًا وتحقيق اتصالٍ مُحكمٍ بين الحجارة. ويُراعى تنظيف بقايا الدغابيس من على سطح الحجارة قبل أن تجف لتحقيق مظهرٍ جماليّ.

أهمية دقة العمل في طريقة الدغابيس:

تُعدّ دقة العمل من أهم عوامل نجاح طريقة الدغابيس. فاختيار الحجارة المناسبة من حيث الحجم والشكل يُسهل عملية البناء ويُقلل من استهلاك الدغابيس. كما أن التخطيط الدقيق للبناء يُسهم في تحقيق بنيةٍ متينةٍ ومتوازنة. و يُضيف مهارة الحرفي لمسةً فنيةً على العمل، مما يُكسب البناء جمالًا خاصًا.

التطبيقات الحديثة لطرق الدغابيس:

على الرغم من قدمها، لا تزال طريقة الدغابيس تُستخدم في بعض مشاريع البناء التقليديّة والحديثة، خاصةً في المناطق التي تُتميز بوفرة المواد الطبيعية مثل الطين والرمل. كما يُجرى بحثٌ مستمرّ لتطوير مكونات الدغابيس لتعزيز متانتها ومقاومتها للعوامل الجوية، بإضافة مواد حديثة مثل المواد البوليمرية، مع المحافظة على طابعها البيئي.

في الختام، تُعتبر طريقة الدغابيس إرثًا ثقافيًا وتقنيةً بنائيةً فعّالةً، تجمع بين البساطة والجمال والمتانة، وتُمثل تجسيدًا للحكمة البشرية في استخدام الموارد المتاحة بأفضل صورة.