## طريقة عمل التسقية السورية : فنٌّ ريفيٌّ أصيل
التسقية السورية، أو ما يُعرف أيضاً بـ "القلّة"، هي تقنية ريّ تقليدية تُمارس منذ قرون في الريف السوري، وتُعتبر جزءاً لا يتجزأ من ثقافته الزراعية. تتميز هذه الطريقة ببساطتها وفعاليتها، رغم اعتمادها على موارد محدودة، وتعتمد على توزيع المياه بشكلٍ دقيق ومدروس، مما يحفظ المياه ويُعزز نموّ المحاصيل.
مكونات التسقية السورية:
تتكون التسقية السورية أساساً من عدة عناصر رئيسية:
* القنوات (الأفلاج):
شبكة من القنوات الصغيرة والحجرية أو الطينية، تُنحت يدوياً في الأرض، وتُستخدم لنقل المياه من المصدر الرئيسي (الينبوع أو النهر) إلى الحقول. يُراعى عند حفرها ميل بسيط لضمان جريان المياه بشكل طبيعي.
* الخزانات (المطامير):
حُفر أو خزانات صغيرة تُبنى عادةً من الطين أو الحجر، تُستخدم لتجميع المياه وتوزيعها بشكلٍ متساوي على مساحة الأرض المزروعة. تسمح هذه الخزانات بتحكم أفضل في كمية المياه المُستخدمة وتنظيم جريانها.
* البوابات (الصمامات):
أدوات بسيطة تُستخدم للتحكم في تدفق المياه من الخزانات إلى الحقول. قد تكون هذه البوابات مصنوعة من الخشب أو الحجر، وتُستخدم لفتح وإغلاق تدفق المياه حسب الحاجة.
* الشبك (الشبكة):
في بعض الحالات، تُستخدم شبكة من القنوات الصغيرة والمتفرعة لتوزيع المياه بشكلٍ أكثر دقة على مساحات صغيرة.
طريقة العمل:
1-توجيه المياه: يتم توجيه المياه من المصدر الرئيسي عبر القنوات الرئيسية إلى الخزانات.
2-التحكم بالتدفق: يُستخدم نظام البوابات للتحكم في كمية المياه المُطلقة من الخزانات إلى الحقول. يتم ضبط تدفق المياه بعناية لتغطية كامل المساحة المزروعة.
3-التوزيع المتساوي: يُراعى توزيع المياه بشكلٍ متساوي على كامل الأرض، تجنباً للجفاف في بعض المناطق وغمرها في مناطق أخرى.
4-الترشيح الطبيعي: تُساعد القنوات الأرضية على ترشيح المياه وتصفية الشوائب، مما يحسن جودتها ويُغني التربة بالمعادن.
5-التوفير والفعالية: تُعتبر التسقية السورية طريقة فعالة لتوفير المياه، حيث يُستخدم الحد الأدنى من المياه اللازمة لنمو المحاصيل.
المزايا:
* توفير المياه:
تُستخدم كمية محدودة من المياه مقارنة بالطرق الحديثة.
* الحفاظ على التربة:
تساعد على تجنب تآكل التربة، وتحافظ على خصوبتها.
* سهولة التنفيذ:
لا تتطلب تقنيات متقدمة أو معدات باهظة الثمن.
* الاستدامة البيئية:
طريقة صديقة للبيئة، لا تعتمد على الطاقة الكهربائية أو الوقود.
* الحفاظ على التراث:
تمثل جزءاً مهماً من التراث الزراعي السوري.
الخاتمة:
تُعتبر التسقية السورية مثالاً رائعاً على الحكمة التقليدية في إدارة الموارد الطبيعية، وإبداع الإنسان في التكيّف مع بيئته. على الرغم من ظهور طرق ريّ حديثة، إلا أن التسقية السورية لا تزال تحافظ على أهميتها في بعض المناطق، وتُبرز قيمة المعرفة التقليدية وتطبيقها في زراعة مستدامة. يُمكن الاستفادة من هذه التقنية في المناطق التي تعاني من شحّ المياه، كمصدر إلهام لتطوير تقنيات ريّ أكثر فعالية واستدامة.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |