## العصيدة السعودية : طبق تراثي ذو نكهة أصيلة

تُعد العصيدة في السعودية أكثر من مجرد طبق غذائيّ، فهي جزءٌ لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ السعوديّ، تحمل في طياتها قصصاً من الماضي وتُجسّد بساطةً فاخرةً في الوقت نفسه. تختلف مكوناتها وطريقة تحضيرها باختلاف المناطق، لكنها تُوحد السعوديين حول مائدة واحدة تعكس كرم الضيافة وترابط الأسرة.

مكونات العصيدة وتنوعها:

تعتمد العصيدة أساساً على الدقيق، سواء كان دقيق القمح أو الذرة أو الشعير، مع إضافة الماء والملح كعناصر أساسية. وتُضفي بعض المناطق لمساتها الخاصة بإضافة التوابل والعناصر الأخرى لتحسين النكهة والقوام، مثل:

*

العصيدة باللبن:

تُضاف إليها كمية من اللبن الرائب أو الزبادي، مما يمنحها نكهة حامضة منعشة وقواماً كريميّاً.
*

العصيدة بالسمن:

يُضاف إليها السمن العربيّ، الذي يُضفي عليها نكهة غنية ورائحة عطرة مميزة.
*

العصيدة بالتمر:

تُضاف إليها قطع من التمر، مما يزيد من قيمتها الغذائية ويُضفي عليها حلاوة طبيعية.
*

العصيدة باللحم:

بعض المناطق تُضيف إليها اللحم المطبوخ، مما يجعلها وجبة دسمة وغنية بالبروتينات.

طريقة التحضير:

تتميز طريقة تحضير العصيدة ببساطتها، فكل ما يتطلبه الأمر هو خلط الدقيق مع الماء تدريجياً مع التحريك المستمر حتى تتشكل عجينة متجانسة. ثم تُطبخ على نار هادئة مع التحريك المتواصل لمنع التصاقها بالقدر، حتى تصل إلى القوام المطلوب، وهو قوام كثيف وناعم. وتختلف مدة الطهي باختلاف نوع الدقيق وكمية الماء المستخدمة.

الأهمية الثقافية والاجتماعية:

تُعتبر العصيدة من الأطباق الرئيسية في المناسبات الخاصة، كالأعياد والمناسبات الاجتماعية، وتُقدم كرمز للكرم والضيافة. كما تُعدّ وجبة رئيسية في وجبات الإفطار خلال فصل الشتاء، وتُقدم في الصباح الباكر لتمنح الجسم الدفء والطاقة اللازمة لبداية يوم جديد.

القيمة الغذائية:

تتميز العصيدة بقيمتها الغذائية العالية، فهي مصدر جيد للكربوهيدرات والألياف، وذلك حسب نوع الدقيق المستخدم. كما أن إضافة العناصر الأخرى، كاللبن واللحم والتمر، تزيد من قيمتها الغذائية وتجعلها وجبة متكاملة.

في الختام، تُعتبر العصيدة السعودية أكثر من مجرد طبق غذائي، فهي رمزٌ من رموز الهوية الثقافية السعودية، تجسّد بساطة المكونات وعمق النكهة، وتُوحد أفراد المجتمع حول مائدة واحدة تعكس تراثاً غنياً وقيمًا اجتماعية سامية.