## بحث عن سورة مريم
تُعَدُّ سورة مريم من السور المكية، وتقع في الجزء السابع عشر من المصحف الشريف، وتحتوي على 98 آية. سميت بهذا الاسم نسبةً إلى سيدتنا مريم العذراء، أمّ المسيح عليه السلام، حيث تُركز السورة بشكلٍ رئيسي على قصتها وعصمتها وولادتها لمسيح، مع إبراز معجزاتها ومكانة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في الإسلام.
أهمية سورة مريم :
تتميز سورة مريم بأهمية بالغة لما تتضمنه من:
* قصص الأنبياء:
تروي السورة قصصًا لعدد من الأنبياء، كقصص زكريا ويحيى، إضافةً إلى قصة مريم، مُسلّطةً الضوء على معجزاتهم وصبرهم وتسليمهم لله. وهذا يُساهم في تعزيز الإيمان بقضاء الله وقدره، وتعليم الدروس المستفادة من حياة الأنبياء.
* إعجاز القرآن:
تتميز السورة بأسلوبها البديع، لغةً وأسلوبًا، حيث تَخلط بين السرد القصصي والوصف الدقيق للحالات النفسية، مع استخدام الصور البيانية الجميلة والكلمات المُؤثرة، مما يبرز إعجاز القرآن الكريم.
* تعظيم مقام مريم العذراء:
تُعظم السورة مقام مريم العذراء، وتُبرز نقاوتها وعصمتها، وَتُثني على إيمانها وتسليمها لله، مُبرزَةً دورها العظيم في ولادة المسيح عليه السلام. وتُعدُّ من أهمّ السور التي تُبرز مكانة المرأة المسلمة في الإسلام.
* تأكيد رسالة التوحيد:
تُؤكد السورة على رسالة التوحيد، ودعوة الناس إلى عبادة الله وحده، دون شريك، مُحذّرةً من الشرك بالله وَوَعْدَةً بالجزاء على الأعمال.
* بيان خصائص المسيح عليه السلام:
تُعرّف السورة بالخصائص المعجزات التي وهبها الله للمسيح عليه السلام، كالكلام في المهد والمعجزات التي قام بها، ولكنها تُؤكد على أنه عبد لله ورسول، ورفضها للمفهوم الإلاهي الذي تُروّجه بعض الديانات.
محتوى السورة ومحاورها الرئيسية:
يمكن تلخيص محاور سورة مريم الرئيسية فيما يلي:
* قصة زكريا ويحيى:
تُروي قصة نبي الله زكريا وزوجته، وولادة يحيى عليه السلام، معجزةً من معجزات الله.
* قصة مريم العذراء:
تُروي قصة مريم، وعصمتها، وولادتها لعيسى عليه السلام، مُبرزَةً إيمانها وقوة إيمانها.
* ولادة عيسى عليه السلام:
تُفصل السورة في قصة ولادة عيسى عليه السلام، ومعجزته الكلام في المهد، وتأكيدًا على أنه رسول الله، وليس إلهاً كما يدّعي البعض.
* دعوة إلى التوحيد:
تُشدد السورة على التوحيد وعبادة الله وحده، والتحذير من الشرك به.
* ذكر خصائص الرسل:
تُبرز السورة بعض خصائص الأنبياء والرسل، مثل الصبر والتحمل والثبات على الحق.
خاتمة:
سورة مريم سورة عظيمة ذات قيمة دينية وأدبية عالية، تُمثل نموذجًا رائعًا للقصص القرآنيّة بأسلوبها البديع، والتي تحمل بين طياتها دروسًا قيّمة في الإيمان والتوحيد والصبر والثبات على الحق. إنَّ دراستها وتدبر آياتها تُثري النفس وتُنمّي الإيمان، وتُبرز مكانة المرأة المسلمة في الإسلام.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |