## أكلات نجد : رحلةٌ في تراثٍ غذائيٍّ غنيّ

نجد، قلب الجزيرة العربية، منطقةٌ عريقةٌ تزخر بتاريخٍ حافلٍ وثقافةٍ أصيلة، وتتجلى هذه الأصالة في مختلف جوانب الحياة، بما فيها المطبخ النجديّ الذي يُعدّ مرآةً تعكس بساطة الحياة وقسوتها في آنٍ واحد. فهو مطبخٌ يعتمد على المكونات المتوفرة محلياً، مُحوّلاً بساطة المكونات إلى أطباقٍ شهيةٍ تُروي حكاياتٍ من التراث.

تُعرف أكلات نجد ببساطتها ونكهتها المميزة، حيث يعتمد الطبخ النجدي على استخدام التوابل الطبيعية كالزعفران والهيل والكمون، بالإضافة إلى البهارات التي تُضفي على الأطباق نكهةً خاصةً. وتتميز هذه الأكلات باستخدام اللحوم، خصوصاً لحم الضأن والماعز، والحبوب كالقمح والأرز والشعير، بالإضافة إلى الخضروات المحلية كالبامية والباذنجان والطماطم.

من أشهر الأكلات النجدية:

*

المرقوق:

طبقٌ رئيسيٌّ يُعدّ من طبقات رقيقة من العجين محشوة باللحم المفروم والبصل والتوابل، ويتم طبخه في الفرن حتى ينضج. يتميز المرقوق بنكهته اللذيذة ورائحته الشهية التي تملأ المكان.

*

الخبز النجدي:

يُعرف بمذاقه الخاص الذي يختلف من منطقةٍ لأخرى في نجد، فمنه ما هو رقيق ومنه ما هو سميك، وغالباً ما يُخبز على الصاج أو في التنور. يعتبر الخبز النجدي ركيزةً أساسيةً في المطبخ النجدي، يُرافق معظم الأطباق و يُشكّل أساساً للعديد من الوصفات.

*

الوشل:

طبقٌ تقليديٌّ يُعدّ من الشعير واللحم، يتميز بسهولة تحضيره وقيمته الغذائية العالية، ويُعتبر من الأكلات الشعبية التي تُقدم في المناسبات الخاصة.

*

المقلقل:

طبقٌ من اللحم مع البصل والطماطم والبهارات، يُطهى في قدرٍ على النار حتى ينضج اللحم تماماً. يُقدم عادةً مع الأرز الأبيض أو الخبز النجدي.

*

القرصان:

حلوىٌ تقليديةٌ تُصنع من الدقيق والسمن والعسل، تُقدم في المناسبات والأعياد، وتمثل تراثاً حلوياً مميزاً.

يُعدّ المطبخ النجديّ جزءاً لا يتجزأ من ثقافة نجد وتاريخها، فهو ليس مجرد أطعمة، بل هو تراثٌ غذائيٌّ غنيٌّ يحمل في طياته قصصاً وأسراراً، يُنقل من جيلٍ إلى جيلٍ، ليُحافظ على أصالة المذاق والنكهة. فمن خلال تذوق هذه الأطباق، نستطيع أن نستشعر عبق التاريخ ونتعرف على عمق الثقافة النجدية الأصيلة.