لا يوجد حديث نبوي صحيح صريحاً يتحدث عن "صدقة الماء" بشكل مُنفرد ومُخصص. لكن يُستفاد من أحاديث عامة تتعلق بالصدقة وبالعطاء، وجواز إخراج الزكاة في الماء، أن إعطاء الماء لمن يحتاجه صدقةٌ حسنةٌ، خاصةً في حالات الجفاف أو العطش.

فمن الأدلة :

*

عموم أحاديث الصدقة:

ففي الإسلام، الصدقة تشمل كل شيء يُعطى لله تعالى ابتغاء مرضاته، وهذا يشمل الماء. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "الصّدقةُ تُطفئُ عنِ المُتصدِّقِ غضبَ ربِّهِ، وتُدفَعُ بها البلاياُ، وتُدخِلُ الفرحَ في القلوبِ". (رواه الطبراني) وهذا الحديث يُعمم الصدقة، والماء من ضمن ما يُمكن أن يُعطى صدقةً.


*

الزكاة في الماء:

في بعض الآراء الفقهية، يُمكن إخراج الزكاة في الماء إذا بلغ مقداراً معيناً وصاحبه يملكه ويُستفاد منه مالياً (مثلاً، ماء ريّ يُؤجر). وإخراج الزكاة في حد ذاته صدقةٌ.


*

الاستفادة من أحاديث عامة في العطايا:

الرسول ﷺ حث على إكرام الضيف وإعطائه الماء والشراب. وهذا العمل يندرج ضمن باب الإحسان والصدقات.

بإيجاز، لا يوجد حديث خاص بـ "صدقة الماء"، ولكن يُستفاد من الأدلة الشرعية العامة أن إعطاء الماء للغير، خاصةً المحتاجين منه، عملٌ صالحٌ وصدقةٌ تُرضي الله تعالى، وتُعد من مظاهر التكافل الاجتماعي والإحسان إلى الخلق.