لا توجد أحاديث صريحة تُعنى بـ "إتقان العمل" بشكل مباشر، لكن يوجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُشير إليه بشكل غير مباشر، وتحث على الجودة والإتقان في العمل مهما كان بسيطاً. يمكن استنباط مفهوم إتقان العمل من خلال هذه الأحاديث، منها :

*

حديث عن الأمانة:

حديث الرسول ﷺ في قوله: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". رغم عدم ذكر كلمة "إتقان" بشكل صريح، لكن المعنى واضح وهو ضرورة بذل الجهد والاهتمام في إتمام العمل على أكمل وجه. هذا الحديث يُشير إلى أهمية الأمانة في العمل، فإتقان العمل جزءٌ لا يتجزأ منها. الأمانة هنا لا تتعلق فقط بالمال، بل تمتد لتشمل جميع جوانب العمل.


*

أحاديث عن جودة العمل:

الرسول ﷺ كان يُحِبُّ جودة العمل، ويكره التقصير فيه. مثال على ذلك، حديثه ﷺ عن النجّار الذي يُتقن عمله، فإن هذا يُشير إلى مدى اهتمام النبي ﷺ بجودة العمل وجماله. لا يوجد حديث محدد بهذا المعنى، لكن سيرة النبي ﷺ تُظهر ذلك جلياً.


*

أحاديث عن تجنب التبذير:

الحديث عن نهي الرسول ﷺ عن الإسراف والتبذير يُشير إلى أهمية الاقتصاد في الموارد، وإنجاز العمل بأفضل طريقة ممكنة دون هدر للوقت والجهد والمال. هذا يتضمن إتقان العمل لتجنب إعادة العمل مرة أخرى.


*

حديث عن الصدق والأمانة:

الرسول ﷺ حث على الصدق في الكلام والعمل، وإن إتقان العمل يُعتبر من مظاهر الصدق والأمانة، فلا يُمكن أن يُتقن العمل إلا بصدق النية وإخلاصها.


باختصار، لا يوجد حديث واحد يوضح بشكل مباشر معنى "إتقان العمل"، لكن من خلال فهم سيرة النبي ﷺ وأحاديثه المتعلقة بالأمانة، وجودة العمل، والاقتصاد في الموارد، يُمكننا استنتاج أهمية إتقان العمل في الإسلام. فالإسلام يحث على بذل الجهد والاجتهاد في كل عمل، وإنجازه على أكمل وجه.