حديث "خيركم خيركم لأهله" حديث شريف يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بِصِيَغٍ مُتَقارِبَة، ومعناه يدلّ على فضيلة المُعامَلة الحسنة للأهل والأسرة، وجعلها أساساً لِخَيْرِ الإنسان وكماله. لا يوجد نصّ واحد مُتّفق عليه تماماً في الصّياغة، لكنّ المعنى واحد.

المعنى العام :

يُعبّر الحديث عن أنّ أفضل الناس وأعظمهم خيرًا هم الذين يُحسنون معاملة أهليهم، زوجاتهم، أبنائهم، آبائهم، إخوانهم، وغيرهم من أفراد أسرهم. الخير هنا ليس مُقْتصِراً على الجانب المادي، بل يشمل جميع جوانب المُعامَلة:

*

المُعامَلة الحسنة:

التي تتضمن الكلام الطيب، الحنان، الرأفة، العطف، الصبر على عيوبهم، مساعدتهم في شؤونهم، إعطاؤهم حقوقهم الشرعية، والحفاظ على روابط القرابة والمودّة بينهم.
*

العدل بين أفراد الأسرة:

عدم تفضيل أحد على الآخر بدون وجه حق، والمُعامَلة العادلة للجميع.
*

تحمّل المسؤلية:

تحمّل مسؤوليّة رعاية أفراد الأسرة، وتوفير احتياجاتهم المادية والمعنوية قدر المستطاع.

أهمية الحديث:

يُبيّن هذا الحديث أهمية الأسرة في بناء المجتمع، وأنّ صلاح الفرد يبدأ من صلاح أسرته، فإذا صلح البيت صلحت الأمة. كما يُبرز دور الرجل والمرأة في بناء أسرة متماسكة وسعيدة.

بعض التفسيرات الإضافية:

*

"خيركم"

: لا يُقصد هنا فقط الخير المادي، بل الخير الشامل الذي يشمل الأخلاق، والعبادة، والمعاملة، وكل جوانب الحياة.
*

"لأهله"

: يشمل جميع أفراد الأسرة، الزوجة والأولاد والأبوين والأقارب.

باختصار، الحديث يدعو إلى العناية بالأسرة، وإعطائها حقها من الاهتمام والحنان والمودة، وأنّ هذا هو أساس الخير في حياة الفرد والمجتمع. فمن أحسن إلى أهله، أحسن الله إليه، ومن أساء إليهم، أساء الله إليه.