اتفاقية أوسلو، والمعروفة رسميًا باسم

إعلان المبادئ بشأن ترتيبات الحكم الذاتي المؤقتة للفلسطينيين في منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة

، هي اتفاقية تاريخية تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية (ممثلة بِياسر عرفات) وإسرائيل (ممثلة بيِيتسحاق رابين) في 13 سبتمبر 1993، في واشنطن العاصمة، برعاية الولايات المتحدة.

تُعتبر اتفاقية أوسلو نقطة تحول في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث مثّلت أول اعتراف متبادل رسمي بين الطرفين. لكنها كانت اتفاقية مؤقتة، هدفها وضع إطار لمرحلة انتقالية نحو حل دائم للصراع على أساس حل الدولتين، بِتأسيس دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل.

المحاور الرئيسية لاتفاقية أوسلو :

*

الاعتراف المتبادل:

أعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، وأعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل.
*

الحكم الذاتي المؤقت:

نصت الاتفاقية على منح الفلسطينيين حكما ذاتيا مؤقتا في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، بِتحديد مناطق (A, B, C) بدرجات متفاوتة من السيطرة الفلسطينية والإسرائيلية.
*

إقامة مجلس وطني فلسطيني:

تم الاتفاق على تأسيس مجلس تشريعي فلسطيني (المجلس الوطني الفلسطيني) ليكون بمثابة السلطة التشريعية في المناطق الفلسطينية.
*

قوات الشرطة الفلسطينية:

سمحت الاتفاقية بتأسيس قوة شرطة فلسطينية لحفظ الأمن والنظام في المناطق التي تخضع لحكم ذاتي فلسطيني.
*

مرحلة انتقالية:

كانت اتفاقية أوسلو بمثابة خطوة انتقالية نحو التفاوض على حل دائم للقضايا الأساسية، مثل الحدود، والقدس، والمستوطنات، واللاجئين.

نقاط الخلاف والنتائج:

على الرغم من أهميتها التاريخية، واجهت اتفاقية أوسلو العديد من الانتقادات والتحديات:

*

عدم التنفيذ الكامل:

لم يتم تنفيذ بنود الاتفاقية بشكل كامل، مما أدى إلى خلافات وتوتر مستمر.
*

الاستيطان الإسرائيلي:

استمرّت إسرائيل في بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر انتهاكا لاتفاقية أوسلو.
*

إشكالية القدس:

لم يتم حل مسألة القدس، وهي قضية مركزية في الصراع، مما أدى إلى تعثر عملية السلام.
*

العنف المتصاعد:

شهدت السنوات التي تلت اتفاقية أوسلو ارتفاعا في أعمال العنف بين الجانبين.


باختصار، اتفاقية أوسلو كانت محاولة تاريخية لكنها لم تحقق الهدف المنشود من إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل دائم. ما زالت نتائجها ومآلاتها محل جدل ونقاش حتى يومنا هذا.