قوله تعالى : ﴿الطيبون للطيبات، والطيبات للطيبين﴾ (النور: 26) آية كريمة تتحدث عن الكمال في الزواج وتناسب النفوس. تفسيرها يتضمن عدة جوانب:

*

الطيبون:

لا يُقصد بها الصلاح الديني فقط، وإن كان هو الأساس، بل تشمل كل خصال الخير والكمال في الأخلاق والأدب والصفات الحسنة، كالصدق والأمانة والإحسان والإخلاص، والرحمة، والعفة، والستر، والكرم، والعقل، والعمل الصالح. فهي وصف شامل للرجال الذين يتمتعون بصفات حميدة.

*

الطيبات:

كذلك لا يقتصر المعنى على الدين فقط، وإن كان شرطاً أساسياً، بل يشمل كل ما يُعرف بالجمال الداخلي والخارجي، من خلق ودين وجمال ظاهر وحسن خلق وعفة وطهارة. فهي وصف شامل للنساء اللائقات والصالحات.

*

التناسب:

الآية الكريمة تُشير إلى تناسب وتكامل بين الطيبين والطيبات. فكما أن الرجل الصالح يستحق امرأة صالحة، كذلك المرأة الصالحة تستحق رجلاً صالحاً. هذا التناسب ليس فقط في الصفات الدينية بل في جميع الصفات الحميدة. فكل منهما يُكمل الآخر ويساعده على الوصول إلى الكمال في الحياة الزوجية، ويُكونان معاً بيئة صالحة لتربية الأبناء.

*

المعنى الكلي:

الآية تُحث على اختيار الشريك المناسب في الزواج، الذي يتناسب معه في الأخلاق والمبادئ والأهداف، لأن نجاح الحياة الزوجية يعتمد بشكل كبير على هذا التوافق والتناسب بين الزوجين. فالتوافق يُحقق السعادة والاستقرار والهدوء النفسي، بينما الاختلاف وعدم التناسب يُؤدي إلى الخلافات والمشاكل والصراع.

باختصار، الآية الكريمة تُشدد على أهمية اختيار الشريك الصالح واللائق في الزواج، وهذا الاختيار يجب أن يكون قائماً على أساس التوافق في الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة ليس فقط من الناحية الدينية بل من جميع الجوانب.