لا يوجد سبب واحد محدد لسورة البقرة، بل تتعدد الأسباب وتتداخل، ويصعب تحديد سبب رئيسي واحد، إلا أن أغلب التفاسير ترجح ما يلي :

*

ردّ الشبهات والاعتراضات:

نزلت معظم آياتها في المدينة المنورة، في مواجهة التحديات والمشاكل التي واجهها المسلمون الأوائل من اليهود والمنافقين. فكان الهدف من السورة توضيح العقيدة الإسلامية، وبيان أحكامها، ورفض الشبهات التي طرحوها. وتشمل هذه الاعتراضات أسئلة حول أحكام التوراة، والتشكيك في رسالة النبي محمد ﷺ، ومحاولة تحريف بعض المفاهيم الدينية.

*

بيان أركان الإسلام:

تحتوي السورة على العديد من الآيات التي تبين أركان الإسلام الأساسية، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وهذا يشير إلى هدف تأسيسي لتثبيت العقيدة الإسلامية وتوضيح ممارساتها الصحيحة.

*

تنظيم حياة المسلمين:

تتناول السورة العديد من الأحكام المتعلقة بالمعاملات، والأسرة، والجهاد، والقضاء، وغيرها. وهذا يدل على رغبة في تنظيم حياة المسلمين وتوجيههم نحو السلوك القويم.

*

الرد على أسئلة المسلمين:

يُرجح أن بعض آياتها نزل جواباً على أسئلة و استفسارات طرحها الصحابة على النبي ﷺ بشأن أمور دينية أو اجتماعية أو اقتصادية.

*

إتمام الكتب السماوية:

تُعتبر سورة البقرة بمثابة إتمام للكتب السماوية السابقة، وتأكيد على الرسالة الإسلامية كخاتمة للرسالات الإلهية.


باختصار، نزلت سورة البقرة لتخدم أغراض متعددة، تترابط وتتكامل لتشكل مرجعاً شاملاً للعقيدة، والأحكام، والسلوك الإسلامي في مواجهة التحديات التي واجهها المسلمون الأوائل، وإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم.