سورة الرحمن هي السورة السابعة والخمسون في القرآن الكريم، وتقع في الجزء السابع والعشرين. سميت بهذا الاسم نسبة إلى اسم الله الرحمن الذي ورد فيها كثيراً. تتميز السورة بخصائص عدة :

خصائص سورة الرحمن:

*

التكرار والبراعة البلاغية:

تتميز السورة بتكرار جمل قصيرة، ومقابلة بعضها ببعض، وهذا الأسلوب البديع يزيد من تأثيرها وجمالها. فكل آية تقريباً تذكر نعمة من نعم الله، ثم نعمة أخرى مقابلة لها، كالتزاوج بين الأشياء (السماء والأرض، البحر والبر، الليل والنهار...). هذا التكرار يُشعر السامع بقوة نعمة الله وتنوعها.

*

ذكر نعم الله:

تركز سورة الرحمن على ذكر نعم الله الكثيرة على خلقه، بدءاً من الخلق نفسه وصولاً إلى تفاصيل الحياة اليومية. فهي تتناول نعم مادية كالماء، والهواء، والشمس، والقمر، والنبات، والحيوان، ونعم معنوية كالعقل، والقدرة على التفكير، والإيمان.

*

أسلوبها السهل الممتنع:

تتميز بلغة عذبة وسهلة الفهم، إلا أنها في الوقت نفسه تحمل عمقاً معنويّاً وفكرياً، يحتاج إلى تأمل وتدبر.

*

التحذير والوعيد:

على الرغم من التركيز على نعم الله، إلا أن السورة تحذر من عذابه الشديد لمن كفر بنعمه وجحدها.

*

طولها:

تعتبر سورة متوسطة الطول، مكونة من ٧٨ آية.

موضوعات سورة الرحمن:

تتناول السورة العديد من المواضيع المرتبطة بنعم الله وعظمته، من أهمها:

*

خلق السماوات والأرض:

وتفصيل آياته الكونية، مثل خلق الشمس والقمر والنجوم والبحار والجبال.
*

نعم الله على الإنسان:

مثل نعمة العقل، والحواس، والقدرة على الكلام، والغذاء، والشراب.
*

نعم الله على سائر المخلوقات:

مثل الحيوانات والنباتات.
*

التحذير من عذاب الله:

للذين كفروا بنعمه، وجحدوا آياته.
*

دلالة على قدرة الله وعظمته:

وتفوقه على خلقه.

فضل سورة الرحمن:

وردت أحاديث نبوية تشير إلى فضل تلاوة سورة الرحمن، وأنها سورة محبوبة عند الله، ومن يستمع إليها ويقرأها ينال أجراً عظيماً.


باختصار، سورة الرحمن سورةٌ فريدةٌ تُبرز عظمة الله تعالى ونعمه المتنوعة، وتُحفز على التأمل والتدبر في خلق الله، والشكر على نعمه، والخشية من عذابه.