فضل صيام الأيام البيض (الـ 13، 14، 15 من كل شهر قمري) كبيرٌ في الإسلام، وقد وردت أحاديث كثيرة تشجع عليه، لكنها تختلف في درجات السند. والمهم هو الاجتهاد في فهم المقصود من هذه الأحاديث، وهي تدل على استحباب الصيام، لا على وجوبه.

من أهم الفضائل التي ذكرت حول صيام الأيام البيض :

*

اقتراب الصائم من الله:

يُقرب الصيام العبد من ربه، ويزيد من تقواه وتخشّعه. والأيام البيض، بحكم استحباب صيامها، تُضاعف هذه الفائدة إن شاء الله.

*

محو الذنوب:

بعض الأحاديث تُشير إلى أن صيام هذه الأيام يكفّر الذنوب، وهذا الكلام يحتاج إلى تأويل، فالمقصود ليس محو جميع الذنوب، بل التوبة والرجوع إلى الله، والصيام وسيلةٌ من وسائل التوبة والتقرب إلى الله.

*

أجر عظيم:

يُشير بعض الروايات إلى فضل عظيم لمن صام هذه الأيام، وقد يكون هذا الفضل في مضاعفة الأجر، أو في غفران الذنوب، لكن التفسير الصحيح هو أن الله -عز وجل- يُكافئ عبده على تقواه وإخلاصه.

*

الاستجابة للدُعاء:

يُعتقد أن الدعاء يُستجاب في هذه الأيام، وهذا يُرجّح بناءً على فضل الصيام عموماً، الذي يجعل القلب أكثر انفتاحاً على الدعاء.

لكن من المهم التنبيه على بعض النقاط:

*

اختلاف الروايات:

بعض الأحاديث الواردة في فضل صيام الأيام البيض ضعيفة السند، لذا ينبغي التثبت من صحة الحديث قبل الاعتماد عليه.

*

النية والصدق:

النية الصالحة والصدق في العبادة أهم من مجرد صيام الأيام البيض. فالصيام بلا نية صادقة لن يحقق الفضل المرجو.

*

التوازن في العبادات:

يُنصح بالجمع بين مختلف العبادات، وعدم التركيز على صيام الأيام البيض على حساب الواجبات الأخرى، كصلاة الفرائض.


باختصار: صيام الأيام البيض عملٌ مستحبٌ، ذو فضل كبير، و لكن لا يُعتبر واجباً، ويُنصح بالحرص على صحة الروايات قبل الاعتماد عليها، و الأهم هو الإخلاص في النية والجمع بين العبادات. والله أعلم.