فضل قيام الليل في استجابة الدعاء كبيرٌ ومُؤكّدٌ في الإسلام، فهو وقتٌ يُفضّله الله تعالى، ويُقَرّب فيه العبد إلى ربه، ويُستجاب فيه الدعاء بشكلٍ خاص. يُستدلّ على ذلك من خلال عدة أمور :

*

القرآن الكريم:

يُشير القرآن الكريم إلى فضل قيام الليل و قربته من الله تعالى، مما يُستفاد منه استجابة الدعاء فيه. لا يوجد آية صريحة تقول "يستجاب الدعاء في قيام الليل" بشكل مُباشر، لكن الآيات التي تُشجع على قيام الليل تُشير ضمناً إلى هذا الفضل العظيم. منها مثلاً سورة مزمل التي تحث على قيام الليل وذكر الله، وذلك دليل على ثوابه وفضل قربه من الله، وبالتالي استجابة دعائه.

*

السنة النبوية:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من قيام الليل، ويُحثّ عليه أصحابه. وهذا يُشير إلى أهميته و فضله في التقرب إلى الله، ومن ثمّ استجابة الدعاء. روى البخاري ومسلم عن النبي ﷺ قوله: "إن ربكم ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" هذا الحديث لا يحدد قيام الليل تحديداً، لكنه يُشير إلى أن وقت الساعات الأخيرة من الليل من أوقات استجابة الدعاء، و قيام الليل يقع في هذا الوقت غالباً.

*

الأثر النفسي والروحي:

قيام الليل يترك أثراً إيجابياً على نفسية المُصلّي و روحانيته، يُشعره بقربه من الله، ويُزيد من خشوعه وتواضعه، وهذا كله يُساعد على استجابة الدعاء، لأن الدعاء المُستجاب هو الدعاء الذي يُخلّص من القلب ويُرافقه خشوع وإخلاص.

باختصار:

لا يوجد نص صريح في القرآن والسنة يُؤكد "استجابة الدعاء في قيام الليل بشكل مُطلق"، ولكن الأدلة تُشير إلى أن قيام الليل من الأوقات المُفضّلة للدعاء، وأن استجابة الدعاء فيه مُحتملةٌ جداً بسبب الخشوع و التقرب لله الذي يُرافقه. فاستجابة الدعاء مرتبطة بإخلاص العبد و خضوعه لله تعالى، وقيام الليل يُساعد على ذلك بشكلٍ كبير.