فضل العمرة عن الميت مسألة فيها خلاف بين العلماء، وليس هناك إجماع عليها. والرأي الراجح والأكثر قبولاً عند جمهور الفقهاء هو
جوازها واستحبابها، مع عدم ثبوت دليل قطعي على فضلها وكونها تصل ثوابها للميت بشكل مباشر كما في الصدقة.
وجهة نظر من يجيزونها :
* يستدلون بعموم الأدلة التي تدل على قبول الأعمال الصالحة عن الميت، مثل الدعاء والاستغفار والصدقة، فالعمرة عمل صالح يُرجى أن ينال الميت من ثوابها.
* يُؤخذ من بعض الأحاديث التي تشير إلى قبول الأعمال الصالحة عن الأموات، وإن لم تكن صريحة بذكر العمرة بالتحديد.
وجهة نظر من لا يجيزونها:
* يرون عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يدل على جواز أو فضل العمرة عن الميت.
* يعتبرون أن العمرة عبادة مرتبطة بشكل مباشر بالمعني، فلا يمكن أن يقوم بها غيره نيابة عنه.
الخاتمة:
في النهاية، جواز العمرة عن الميت أمر مُحتمل، ويُرجى فيها ثوابٌ للميت كما يُرجى في غيرها من الأعمال الصالحة التي تُقام نيابةً عنه، لكن ليس هناك دليل قاطع على أنها تصل إليه بشكل مباشر ومؤكد. الأفضل التركيز على الأعمال التي ثبت فضلها عن الميت كالصدقة والدعاء والاستغفار. والتفويض في الأمر لله سبحانه وتعالى، فهو أعلم بما فيه الخير للميت. وإذا قام أحدهم بالعمرة عن ميت بنية إحياء سنته، فهذا عمل صالح محمود بنية حسنة، إلا أن التأكد من وصول ثوابها للميت أمر غير مضمون.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |