الحكمة من مشروعية الحج والعمرة تتجلى في أبعاد متعددة، منها :

1. عبادة لله تعالى:

أهم حكمة هي التقرب إلى الله تعالى، وطاعته، وإظهار التوحيد والخشوع أمامه. الحج والعمرة ركنان من أركان الإسلام، وفرضهما الله تعالى على من استطاع إليه سبيلا، لتكون مظاهر من مظاهر الإيمان والعبادة.

2. التذكر والتعظيم:

الحج والعمرة مناسبة عظيمة لتذكر الله تعالى، وتأمل في قدرته، وعظمة خلقه. مناسك الحج، والمواقع المقدسة، تبعث في نفس الحاج والمعتمر روحانية خاصة تدفعه للتوبة والرجوع إلى الله.

3. التكفير عن الذنوب:

الحج والعمرة يُعتبران من أسباب غفران الذنوب، وتطهير النفس من المعاصي، شريطة أن يكون الحاج والمعتمر ناوين التوبة الصادقة. هذا التكفير لا يعني محو الذنوب تلقائيا، بل هو فرصة لتطهير القلب والنية.

4. تحقيق الوحدة والمساواة:

يُجتمع في الحج ملايين المسلمين من مختلف الأعراق والبلدان واللغات، يلبسون ملابس واحدة (الإحرام)، ويتساوون أمام الله تعالى. وهذا يُظهر وحدة الأمة الإسلامية، ويوحد الصفوف، ويثبت القيم الإسلامية المشتركة.

5. تنمية الأخلاق:

الحج والعمرة يُنميان الأخلاق الحميدة، كالصبر، والتسامح، والتعاون، والشفقة، والرحمة، وذلك من خلال التعامل مع الآخرين في بيئة متعددة الثقافات.

6. إحياء السنة النبوية:

الحج والعمرة هما سُنّة نبوية متوارثة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأداؤهما يُعد من إحياء سنة النبي، واتباع هُديّه.

7. التجارة والاقتصاد:

يُساهم الحج والعمرة في تنشيط الاقتصاد في الدول الإسلامية، حيث يُنفق الحجاج والمعتمرون أموالاً على المواصلات، والإقامة، والتجارة، مما يُسهم في خلق فرص عمل ودفع عجلة التنمية.


باختصار، الحكمة من مشروعية الحج والعمرة تتعدى مجرد أداء فريضة دينية، إلى مجموعة من الحِكم الروحانية، والاجتماعية، والاقتصادية، تُسهم في بناء الفرد والمجتمع على أسس إيمانية سليمة.