## شهر رمضان الكريم : شهر الرحمة والغفران

شهر رمضان الكريم، هو شهر مبارك ينتظره المسلمون بفارغ الصبر كل عام. إنه شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله تعالى، شهر تتجلى فيه رحمة الله وفضله على عباده. يُعتبر من أهم الشهور في التقويم الإسلامي، حيث أنزل فيه القرآن الكريم، وهو شهر تتضاعف فيه الحسنات وتُغفر فيه الذنوب.

يبدأ شهر رمضان الكريم برؤية هلاله، ويستمر لمدة 29 أو 30 يوماً، ويُنهي بصلاة عيد الفطر المبارك. أبرز ما يميز هذا الشهر هو فريضة الصوم، وهي الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. لكن الصوم لا يقتصر فقط على الجوع والعطش، بل هو امتناع عن جميع المحرمات من الكلام الباطل، والغيبة، والنميمة، والمعاصي كلها، فالصوم فرصة للتوبة والرجوع إلى الله.

خلال هذا الشهر المبارك، تُقام صلاة التراويح في المساجد، وهي صلاة جماعية تُقام بعد صلاة العشاء، وتُقرأ فيها أجزاء من القرآن الكريم. كما تُقام العديد من المناسبات الدينية والاجتماعية، كإفطار الصائمين، وتوزيع الصدقات، وزيارات الأهل والأصدقاء، والتعاون على البر والتقوى.

شهر رمضان فرصة عظيمة لتطهير النفس من الذنوب والعيوب، والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم. يُنصح فيه بكثرة الاستغفار والتوبة النصوح، والإكثار من الأعمال الصالحة، كالصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن، وخدمة الآخرين. شهر رمضان هو شهر التسامح والتراحم، شهر يتآلف فيه الناس ويتعاونون على الخير.

إضافة إلى ذلك، يُشهد شهر رمضان الكريم تغيراً ملحوظاً في حياتنا الاجتماعية، حيث تنخفض معدلات الجريمة، ويتزايد الترابط الأسري والأخلاقي، ويُلاحظ زيادة في أعمال الخير والتبرعات. كل هذا دليل على أثر هذا الشهر العظيم في نفوس المسلمين.

وختاماً، شهر رمضان الكريم هو شهر منحة من الله تعالى لعباده، فرصة للتقرب إليه، وتحقيق الكمال الروحي، والارتقاء بالأخلاق، والعمل على بناء مجتمع مترابط وقائم على المحبة والرحمة. ولذلك، يجب علينا أن نستغل هذا الشهر الفضيل على أكمل وجه، ونحرص على القيام بما يُرضي الله تعالى، وننال رضاه وثوابه.