## معركة الكرامة : ملحمة بطولية في وجه العدوان
معركة الكرامة، التي دارت رحاها في 21 مارس 1968، تُعتبر من أهم المعارك في التاريخ العربي الحديث، لما حملته من دلالاتٍ رمزيةٍ كبيرةٍ، وما أظهرته من شجاعةٍ وإصرارٍ من قبل الجيش الأردني في مواجهة جيش إسرائيلي مُدججٍ بالسلاح. تجاوزت المعركة أهميتها العسكرية لتُصبح رمزاً للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال والظلم.
خلفية المعركة:
في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، نفذت إسرائيل غارةٍ عسكريةٍ واسعة النطاق على الأراضي الأردنية، استهدفت مواقع الجيش الأردني ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في منطقة الكرامة شرقي نهر الأردن. كان الهدف من هذه العملية، حسب الرواية الإسرائيلية، ضرب البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنع عملياتها ضد إسرائيل. لكن، هذا التفسير يُرفض من قبل العديد من المؤرخين الذين يرون أن إسرائيل سعت من خلال هذه العملية لتكبيل الجيش الأردني، وإضعاف مكانته، وتقويض الدور الفلسطيني في الأردن.
مجريات المعركة:
على الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي الواضح في العتاد والطيران، صمد الجيش الأردني ببسالةٍ أمام الهجوم الإسرائيلي، مُدافعا عن أرضه بشراسةٍ. استمرت المعركة لساعات، شهدت قتالاً عنيفاً استخدمت فيه جميع أنواع الأسلحة. أظهرت قوات الجيش الأردني قدرةً قتاليةً عاليةً، وعزيمةً لا تُقهر، مما أسفر عن إلحاق خسائر فادحةٍ بالجيش الإسرائيلي، أكثر مما توقعته إسرائيل.
نتائج المعركة:
على الرغم من أن إسرائيل أعلنت انتصارها، إلا أن النتائج الفعلية للمعركة كانت عكس ذلك، حيث عانت خسائر بشرية ومادية كبيرة، ما أثر على معنويات جيشها، وأظهر ضعف الدعاية الإسرائيلية التي روجت لـ"الجيش الذي لا يُقهر". أما الجيش الأردني فقد حقق نصرًا معنويًا هائلاً، عزز الثقة بقدراته القتالية، وألهم شعوب المنطقة بروح المقاومة والصمود. كذلك، أظهرت المعركة قدرة الفدائيين الفلسطينيين على القتال بجانب الجيش الأردني، مُشكّلين قوةً مُوحدةً ضد العدوان الإسرائيلي.
أهمية معركة الكرامة:
تُعتبر معركة الكرامة نقطة تحوّلٍ في الصراع العربي الإسرائيلي، لعدة أسباب:
* الانتصار المعنوي:
أثبتت المعركة أن الجيش العربي قادر على مواجهة الجيش الإسرائيلي، ومُدافعة عن أرضه.
* تعزيز المقاومة الفلسطينية:
شجعت المعركة المقاومة الفلسطينية، و عززت ثقتها بإمكانية مواجهة الاحتلال.
* إعادة بناء الثقة العربية: أعادت المعركة الثقة بالقدرات العربية، بعد هزائم حرب 1967.
*
رمزٌ للمقاومة والصمود: أصبحت معركة الكرامة رمزاً للمقاومة والصمود في وجه الظلم والعدوان.
ومع مرور العقود، تبقى معركة الكرامة درسًا في الشجاعة والإصرار، وتذكيرًا بقدرة الشعوب العربية على مواجهة التحديات بروح المقاومة والوحدة. يبقى من المهم دراسة تفاصيل المعركة لتفهم أبعادها التاريخية والسياسية والعسكرية.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |