كانت معركة اليرموك (636 م) نتيجة لعدة عوامل مترابطة أدت إلى صدام حاسم بين الإمبراطورية البيزنطية والخلافة الراشدة :

*

التوسع الإسلامي:

كان التوسع الإسلامي السريع من شبه الجزيرة العربية أحد أهم أسباب المعركة. بعد الفتوحات المبكرة في بلاد الشام، كان هدف الخلفاء الراشدين التقدم نحو قلب الإمبراطورية البيزنطية. كانت بلاد الشام منطقة غنية استراتيجياً، وإضافتها إلى الخلافة الإسلامية كانت ستعزز قوتها بشكل كبير.

*

الضعف البيزنطي:

كانت الإمبراطورية البيزنطية تعاني من ضعف داخلي في ذلك الوقت. صراعات داخلية، وتقلبات سياسية، وضعف اقتصادي، أضعفت قدرتها على مقاومة الغزو الإسلامي بشكل فعال. كما أن الإمبراطور هرقل كان قد استنفذ الكثير من موارد جيشه في حروبه ضد الفرس قبل سنوات قليلة.

*

الاختلافات الدينية:

لعبت الاختلافات الدينية دوراً مهماً أيضاً. كان السكان المسيحيون في بلاد الشام يعانون من ظلم البيزنطيين في بعض الأحيان، ووجدوا في الفتح الإسلامي فرصة للتغيير، أو على الأقل فرصة للهروب من الضرائب والظلم. لم يكن هذا سبباً مباشراً للحرب، لكنه ساهم في عدم وجود مقاومة شاملة من السكان المحليين للجيوش الإسلامية.

*

الاستراتيجية العسكرية:

كان اختيار موقع معركة اليرموك عبارة عن قرار استراتيجي من كلا الطرفين. البيزنطيون أرادوا منع تقدم المسلمين، بينما سعى المسلمون للوصول إلى قلب بلاد الشام. كان موقع اليرموك مناسباً من الناحيتين، مما أدى إلى المواجهة الحاسمة.


باختصار، كانت معركة اليرموك نتيجة لتضافر عوامل توسع إسلامي سريع، وضعف بيزنطي داخلي، واختلافات دينية محلية، واختيارات استراتيجية عسكرية من كلا الجانبين. كان هذا الصدام حتمياً تقريباً بالنظر إلى الظروف السائدة آنذاك.