بيعة الرضوان هي بيعة عقدها النبي محمد ﷺ مع أصحابه في غزوة تبوك. وتُعرف كذلك بـ"بيعة العقبة الثانية" أو "بيعة الجعرانة". حدثت هذه البيعة في مكان يُسمّى "الجُعْرانة" قرب المدينة المنورة قبل انطلاق الجيش المسلم لغزوة تبوك. وتُعتبر هذه البيعة من أهم البيعات في تاريخ الإسلام لأسباب عدة :
*
الظروف الصعبة:
كانت الظروف صعبة جداً وقتها، حيث كانت الحرارة شديدة والجوع والعطش يسيطران على الصحابة، وكانوا يُعانون من قلة التجهيزات والموارد اللازمة للغزوة. ومع ذلك، لم يترددوا في تقديم الولاء للنبي ﷺ.
* إظهار الولاء المطلق:
أظهرت البيعة مستوىً عالياً من الولاء والإخلاص للنبي ﷺ من قبل الصحابة، حيث بايعوه على السمع والطاعة في السراء والضراء، وفي اليُسر والعسر، وفي النشاط والكسل، وعلى أن لا يُخالفوه أمرًا أبداً. وهذا يدل على قوة إيمانهم وتفانيهم.
* الرضا التام:
سميت البيعة بـ"بيعة الرضوان" لأن الله تعالى رضى عن الصحابة الذين بايعوا النبي ﷺ في تلك الظروف الصعبة، وهذا الرضا الإلهي يُعتبر شرفاً عظيماً. وتشير الروايات إلى أن الله تعالى أنزل الملائكة لتشهد على هذه البيعة.
* معنى البيعة:
لم تكن البيعة مجرد اتفاق عادي، بل كانت تعهداً مقدساً بالولاء المطلق للنبي ﷺ ودينه، والتضحية بكل شيء في سبيل نصرة الإسلام. وهي تعكس روح التضحية والعطاء التي كانت سائدة بين الصحابة.
باختصار، بيعة الرضوان تُعتبر حدثاً عظيماً في تاريخ الإسلام، تُجسّد قوة الإيمان وتفاني الصحابة، وترمز إلى العلاقة الخاصة بين النبي ﷺ وأصحابه. وهي رمزٌ للولاء المطلق لله ورسوله، والتضحية في سبيل الدين.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |