تُروي قصة النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف قصةً مؤثرةً عن صبره وجَلده في مواجهة الرفض والإهانة. بعد أن واجه نبي الله صلى الله عليه وسلم صعوباتٍ كبيرةً في مكة المكرمة، ورفض قومه لدعوته، قرر أن يتوجه إلى الطائف، المدينة التي اشتهرت بقبائلٍ غنيةٍ وعلمٍ، أملاً في إيجاد من يستجيب لدعوته.
سافر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة، إلى الطائف واستقبله رؤساء قريش هناك، باستهزاءٍ وسخريةٍ وقسوةٍ بالغة. لم يلقَ قبولاً بل واجهوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوا دعوته جملةً وتفصيلاً.
لم يكتفِ أهل الطائف بالرفض، بل طاردوه في الطرقات. رموه بالحجارة حتى نزفت قدماه الشريفتان. وقد استمر هذا التعذيب حتى لجأ إلى بستانٍ خارج المدينة، حيث استسلم للألم والتعب مع زيد بن حارثة الذي كان بجانبه، يواسي ويُعزي.
في تلك اللحظة العصيبة، دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه قائلاً : "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربِّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجافى عني، أم إلى عدوٍ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
هذه الدعاء يُظهر حجم المعاناة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وإيمانه الراسخ بربه. بعدها، جاءت له الملائكة، و عرضت عليه أن تعاقب أهل الطائف، ولكنه رفض ذلك، ودعا لهم بالهداية قائلاً: "ربِّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
هذه القصة تُظهر لنا:
*
صبر النبي صلى الله عليه وسلم وجَلده:
مع كل هذا الرفض والإهانة، لم يستسلم النبي صلى الله عليه وسلم، بل واصل دعوته.
* عظم إيمانه بربه:
حتى في أصعب الظروف، لجأ إلى ربه بالدعاء والتوكل.
* رحمته وشفقه على قومه:
حتى بعد معاناته الشديدة، دعا لهم بالهداية، دلالة على رحمته التي لا حدود لها.
قصة النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف تُعتبر درساً عظيماً في الصبر والثبات على الحق، ورحمة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا تتناهى، وبرهانًا على إيمانه الصادق الراسخ الذي لا يتزعزع.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |