كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُعرف بتقواه الشديدة وورعه البالغ، والذي تجلى في جوانب متعددة من حياته :
أولاً: ورعه في تعامله مع الله:
* خشيته لله:
كان عمر رضي الله عنه يُظهر خشيةً بالغةً لله تعالى في كل أقواله وأفعاله. رويت عنه الكثير من المواقف التي تُظهر هذا الخشوع، كبكائه عند تلاوة القرآن، وخشوعه في الصلاة، وتواضعه الشديد أمام الله.
* محافظته على الصلاة:
كان شديد الحرص على أداء الصلاة في وقتها، وبالشكل الصحيح، وكان يُحاسب نفسه بشدة على أي تقصير فيها.
* إخلاصه في العبادة:
كان همه الأول إرضاء الله، ولم يكن يسعى للرياء أو السمعة في عباداته.
* زهدُه في الدنيا:
رغم توليه الخلافة، إلا أنه عاش حياةً بسيطةً، متواضعة، ولم يجمع المال ولا الكنوز، بل كان يقسمها بين المسلمين. وكثيرا ما كان يلبس ملابس بسيطة، ويأكل الطعام البسيط.
ثانياً: ورعه في تعامله مع الناس:
* عدله وانصافه:
كان يُعرف بعدله الشديد، وكان يُحاسب نفسه أولاً قبل محاسبة الآخرين. لم يكن يُميّز بين أحد، وكان يُعاقب حتى أقرب الناس إليه إن أخطأوا.
* نصيحته للناس:
كان يُنصح الناس بكل صراحة، ولا يتردد في إرشادهم إلى الطريق الصحيح، حتى وإن كانوا من كبار الصحابة.
* حلمه وعفوه:
رغم شدة شخصيته، إلا أنه كان حليماً، عفوّاً، يُسامح الناس على أخطائهم، ويكره الظلم والبغي.
* اهتمامه بالضعفاء:
كان حريصًا على رعاية الضعفاء والمساكين والأيتام، وكان يُحارب الظلم والجور بكل قوة.
ثالثاً: أمثلة على ورعه وخوفه:
* قصته مع العبد المُسيء:
يُروى أنّه ضرب عبدًا، فجاء إليه ليلةً وهو يبكي، فقال له: "يا أمير المؤمنين، إني قد أسأتُ إليكَ، وخشيتُك، فخَشِيتُ اللهَ أكثر". فقال عمر: "والله، إنّي لأخشى اللهَ أكثرَ ممّا تخشاني أنت". هذه القصة تُظهر مدى خوفه من الله سبحانه وتعالى.
* خوفه من يوم القيامة:
كان خوفه من يوم القيامة دافعاً له على العمل الصالح، والتقوى، والبعد عن المعاصي. وكان دائمًا يتذكر الموت ويستعد له.
باختصار، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه نموذجًا يُحتذى به في التقوى والورع، فكان خوفه من الله سبحانه وتعالى هو المحرّك الأساسي لكل أفعاله، وكان ورعه يتجلى في جميع جوانب حياته، سواء في تعامله مع الله أو مع الناس. وهو ما جعله من أبرز الخلفاء الراشدين، ومن أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |