كان صبر السلف الصالح في الدعوة إلى الله من أعظم أسباب نجاحهم وانتشار الإسلام. وقد تجلى هذا الصبر في عدة جوانب :

*

الصبر على أذى المشركين:

واجهوا ضغوطًا شديدة من قريش وغيرهم، من تعذيب جسدي ونفي ومقاطعة اقتصادية واجتماعية. لم يتخلوا عن دعوتهم رغم ذلك، بل زادهم ذلك إصرارًا. قصص الصحابة رضوان الله عليهم مليئة بأمثلة على هذا الصبر، كصبرهم على تعذيبهم في شعب أبي طالب، وصبرهم على الهجرة إلى المدينة المنورة.

*

الصبر على طول المدة:

كانت الدعوة الإسلامية في مراحلها الأولى بطيئة، ولم تكن النتائج تُرى بسرعة. استمرت الدعوة سنوات طويلة قبل أن تتقبلها أعداد كبيرة من الناس. صبر الصحابة على هذا الانتظار الطويل، وثقتهم بأن الله سيكمل نصر دينه، كان من أبرز سماتهم.

*

الصبر على قلة الأنصار:

في البداية، كان عدد المسلمين قليلًا جدًا، وكانوا يواجهون معارضة شديدة من مجتمعهم. لكنهم لم ييأسوا من قلة أعدادهم، بل واصلوا الدعوة بثبات وإيمان.

*

الصبر على ضيق ذات اليد:

كان العديد من المسلمين في بداية الدعوة فقراء، وعانوا من ضيق في الرزق. لكنهم لم يتركوا دعوتهم بسبب هذه الصعوبات المادية، بل اعتمدوا على الله ورضوا بقضائه وقدره.

*

الصبر على الفتن والاختبارات:

واجهوا العديد من الفتن والاختبارات، سواء من الداخل أو من الخارج. لكنهم صبروا عليها، وتجاوزوها بالاعتماد على الله تعالى وتطبيق تعاليم دينه.


باختصار، كان صبر السلف الصالح على جميع هذه الصعوبات أساسًا لنجاح دعوتهم، وأثبت أن الصبر هو من أهم مقومات الدعوة الناجحة إلى الله. ويُعدّ نموذجهم مصدر إلهام للمدعوين في كل زمان ومكان.