كان يونس نبيًا صالحًا، لكنه كان أيضًا عنيدًا بعض الشيء! كان يعيش في مدينة كبيرة، وكان الناس فيها سيئين جدًا؛ لم يُطيعوا الله، ولم يفعلوا الصالحات. حزن يونس كثيرًا لهذا، وقرر أن يتركهم!

قال الله ليونس : "اذهب إلى مدينة نينوى، واخبر أهلها أن يتوبوا ويصلحوا أعمالهم، فإنهم إذا تابوا فسأغفر لهم".

لكن يونس لم يُحب هذه الفكرة. فكر: "هم أشرار! لن يتوبوا! ولماذا أذهب إليهم؟" فبدلاً من الذهاب إلى نينوى كما أمره الله، ركب يونس سفينة متجهة إلى مكان آخر.

أثناء الرحلة، ضربت عاصفة شديدة السفينة! كانت الرياح قوية جدًا والأمواج عالية جدًا، وكادت السفينة تغرق! خاف البحارة كثيرًا، وظنوا أنهم سيموتون.

قال البحارة: "يجب أن نلقي بأحدنا في البحر، حتى تهدأ العاصفة!" بدأوا يرمون حظًا ليروا من سيُلقى في البحر، فوقع الحظ على يونس!

كان يونس يعرف السبب؛ كان قد عصى الله! فقال للبحارة: "ألقوني في البحر، فسيهدأ البحر." ووقع يونس في الماء.

لكن بدلاً من الغرق، ابتلعته حوتة ضخمة! ظل يونس داخل بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، في ظلام دامس، وكان خائفًا جدًا. في هذه اللحظات الصعبة، تذكر يونس الله، وتاب على عصيانه، وطلب المغفرة.

استجاب الله لدعاء يونس، وأمر الحوت أن يقذفه على الشاطئ. خرج يونس من بطن الحوت، وشكَر الله على رحمته.

بعدها، ذهب يونس إلى مدينة نينوى كما أمره الله، ونادى الناس إلى التوبة والإيمان بالله. والعجيب أن أهل نينوى تائبوا! توبوا عن أفعالهم السيئة، وأظهروا ندمًا حقيقيًا، فغفر الله لهم، ولم يُعذبهم.

تعلمنا قصة يونس أهمية طاعة الله، ورحمته الكبيرة، وانه حتى عندما نخطئ، يمكننا أن نتوب ونطلب المغفرة، وهو سيغفر لنا. كما تعلمنا أنه لا ينبغي لنا أن نحكم على الآخرين، لأن الله هو وحده الذي يعرف قلوب الناس.