تتعدد أسباب زواج القاصرات، وتختلف باختلاف السياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. لا يمكن إجمالها في سبب واحد، بل هي ظاهرة معقدة متشابكة الأسباب. من أهمها :
*
العادات والتقاليد:
في العديد من المجتمعات، يُعتبر زواج القاصرات تقليداً اجتماعياً متجذراً، يُنظر إليه على أنه أمر طبيعي وضروري لحماية الفتاة "من العار" أو "للارتقاء بمكانتها الاجتماعية" أو حفاظاً على "شرف العائلة". غالباً ما يرتبط هذا بالتخوف من "الخروج عن المألوف" أو "تعريض العائلة للعار".
* الفقر والوضع الاقتصادي:
في بعض المجتمعات الفقيرة، يُعتبر زواج الفتاة القاصر وسيلة لتخفيف العبء المادي على الأسرة، حيث يُنظر إلى مهر الزواج كوسيلة للحصول على المال، أو كوسيلة للتخلص من مسؤولية إعالة الفتاة. قد يكون الزواج بمثابة ضمان اقتصادي للفتاة نفسها وعائلتها في المستقبل.
* الضغوط الأسرية والاجتماعية:
قد تُضغط الفتاة من قبل أسرتها أو مجتمعها للزواج في سن مبكرة، دون مراعاة لرغباتها أو حاجاتها. هذا الضغط قد يكون مباشراً أو غير مباشر، من خلال التهديد أو الإغراء أو الإحراج.
* الجهل وعدم الوعي:
غياب التعليم والتوعية حول أضرار زواج القاصرات وتأثيراته السلبية على صحة الفتاة الجسدية والنفسية والاجتماعية، يعتبر عاملاً مساهماً مهماً.
* الخوف من العار أو الفضيحة:
في بعض المجتمعات، يُنظر إلى البنت التي لا تتزوج في سن مبكرة على أنها "عار" للعائلة، مما يدفع الأسر إلى إجبار بناتهن على الزواج لمنع أي فضيحة اجتماعية محتملة.
* عدم المساواة بين الجنسين:
يُعتبر زواج القاصرات نتيجة مباشرة لعدم المساواة بين الجنسين، حيث تفتقر الفتاة للسلطة في اتخاذ القرارات الخاصة بحياتها، وتُعامل كممتلك للأسرة وليس كشخص مستقل.
* النزاعات والعنف:
في مناطق النزاعات والحروب، قد يُستخدم زواج القاصرات كآلية للتعامل مع الصراعات أو كوسيلة للتفاوض على السلام، أو كعملية استعباد جنسي.
من المهم الإشارة إلى أن هذه الأسباب مترابطة ومتداخلة، ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض. كما أن زواج القاصرات ينطوي على انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ويمثل تهديداً خطيراً لصحة الفتاة ورفاهيتها و مستقبلها.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
الإسم |
|
البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |