يُعنى الإسلام بالأسرة عناية فائقة، باعتبارها اللبنة الأساسية للمجتمع، وقد وضع لها قواعد وأحكامًا تحفظ كيانها وتُعزز تماسكها. وتتمثل هذه العناية في عدة جوانب :

1. تشريع الزواج و تنظيمه:

*

تحريم الزنى والفاحشة:

يُحرّم الإسلام الزنى ويُحافظ على حرمة الزواج، مما يضمن استقرار الأسرة وحماية الأطفال من عدم الشرعية.
*

تسهيل الزواج:

يشجع الإسلام على الزواج و يُيسّر سبله، و يُحدد المهور المعقولة ليُبعد عن التكلفة الباهظة التي تعيق الزواج.
*

تنظيم حقوق الزوجين:

يُحدد الإسلام حقوق وواجبات كل من الزوجين بوضوح ليُحافظ على التوازن والعدل بينهما، مما يُساهم في استقرار العلاقة الزوجية.
*

حماية حقوق الأطفال:

يُكفل الإسلام للأطفال حقوقهم من الرعاية والحماية والتربية والإرث.

2. تحديد مفهوم الأسرة و مسؤوليات أفرادها:

*

تعريف واضح للأبوة والأمومة:

يُحدد الإسلام المسؤولية المشتركة للأبوين في تربية الأبناء، مع إعطاء الأم حقوقًا خاصة في حضانة الأبناء وغيرها من الحقوق.
*

بر الوالدين:

يُشدد الإسلام على بر الوالدين، وطاعتهما إلا في معصية الله، مع التأكيد على أهمية الصلة بهم.
*

صلة الرحم:

يحث الإسلام على صلة الرحم، وتعزيز الروابط الأسرية مع الأقارب من أبناء العمومة، والخالات، والعمات، وغيرهم.


3. التوجيهات التربوية والأخلاقية:

*

تربية الأبناء على الأخلاق الإسلامية:

يُوجّه الإسلام الأبوين إلى تربية أبنائهما على الأخلاق الحميدة، والقيم الإسلامية، والالتزام بالشريعة.
*

التحذير من الفواحش والمعاصي:

يحذر الإسلام من الفواحش والمعاصي التي تُهدد استقرار الأسرة وتؤثر سلباً على الأبناء.
*

التعليم والأدب:

يُحث الإسلام على طلب العلم والأدب لجميع أفراد الأسرة، باعتبارهما أساسًا للبناء النفسي والاجتماعي السليم.


4. الحماية القانونية والاجتماعية:

*

الطلاق المنظم:

يُنظّم الإسلام مسألة الطلاق ليُحافظ على حقوق جميع الأطراف، وخصوصاً حماية المرأة والأطفال.
*

النفقة والمسكن:

يُلزم الزوج بإعطاء زوجته نفقتها ومسكنها المناسب، كحق لها.
*

الحماية من العنف الأسري:

يُحارب الإسلام العنف والتعدي على أفراد الأسرة بشتى الوسائل.


باختصار، يُعدّ اهتمام الإسلام بالأسرة شاملاً ومتكاملاً، يهدف إلى بناء أسرة قوية ومتماسكة تساهم في بناء مجتمعٍ سليمٍ ومزدهر. ويعتمد هذا الاهتمام على تشريعاتٍ واضحة وإرشادات تربوية وأخلاقية تُسهم في تحقيق التوازن والاستقرار في حياة الأسرة.