## فضل الأم وواجبنا نحوها :
تُعدّ الأمّ من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان، وقد كرّمها الإسلام وشدّد على برّها وإكرامها، لما لها من فضل عظيم في تربية الأبناء وبناء المجتمع. ففضل الأمّ لا يُحصى، وواجبنا نحوها لا يُقَدّر بثمن.
أولاً: فضل الأم:
* فضلها في الإسلام:
جاءت النصوص الشرعية مُشيدة بفضل الأمّ، وبيّنت مكانتها العظيمة عند الله سبحانه وتعالى. فمن أهم الأدلة على ذلك:
* حديث النبي ﷺ:
روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أُمّك". قال: ثم من؟ قال: "أُمّك". قال: ثم من؟ قال: "أُمّك". قال: ثم من؟ قال: "أبوك". (رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وصححه الألباني). هذا الحديث يُبيّن تفوق حقّ الأم على حقّ الأب، بل وحقّ الجميع، ثلاث مرات متتالية.
* القرآن الكريم:
وإن لم يرد ذكرٌ صريح لفضل الأمّ بنصٍّ واحد، إلا أنّه يتجلى بشكلٍ واضحٍ في آياتٍ تتحدث عن الرحمة والمودة والبرّ بالوالدين، وكلاهما يتضمن الأمّ.
* فضلها في التضحية:
الأمّ تضحي بنفسها من أجل أبنائها، وتُعاني الكثير من أجل تربيتهم ورعايتهم، ابتداءً من حملها وتعب الحمل والولادة، ثمّ الرضاعة والتربية، والاهتمام بكل تفاصيل حياة الطفل حتى يكبر. وتُقدم الأمّ كل ما تملك من وقت وجهد ومال لأبنائها، دون تردد أو انتظار مقابل.
* فضلها في بناء الشخصية:
الأمّ هي المُربية الأولى للأبناء، فهي تُشكّل شخصيّاتهم وتُزرع فيهم القيم والأخلاق، وتُعليمهم أساسيات الحياة، وتُؤثر فيهم تأثيراً عميقاً يُمتد مدى الحياة. أسلوبها التربويّ، وطريقة تعاملها، تُشكل أساساً لبناء شخصيتهم.
ثانياً: واجبنا نحو الأم:
واجبنا نحو الأمّ لا يقتصر على فترة الطفولة، بل هو واجبٌ مستمرٌّ طوال حياتها، وحتى بعد وفاتها بالدعاء لها والاستغفار. من أهمّ واجباتنا نحوها:
* البرّ والإحسان:
وهو شامل لكافة جوانب الحياة، من طاعةٍ ورحمةٍ واحترامٍ وتقديرٍ، وتلبية احتياجاتها المادية والمعنوية، والسعي لإسعادها.
* حسن المعاملة:
معاملة الأمّ بلطفٍ وحنانٍ، والكلام إليها بكلامٍ لينٍ، والابتعاد عن كل ما يُغضبها أو يُحزنها.
* الصبر على تقصيرها:
قد تخطئ الأمّ في بعض الأحيان، لكنّ واجبنا الصبر عليها وعفْوها، وإصلاح ما يُمكن إصلاحه بالحكمة والموعظة الحسنة.
* الاهتمام بها في كبرها:
مع تقدّم الأمّ في السنّ، تزداد حاجتها إلى الرعاية والاهتمام، وواجبنا توفير كل ما تحتاجه من عناية طبية ورعاية صحية، ومساعدتها في أمور حياتها اليومية.
* الدعاء لها:
الدعاء للأمّ بالخير والرحمة، في حياتها وبعد وفاتها، هو من أعظم برٍّ بها.
* إكرامها في حياتها وبعد وفاتها:
إكرام الأمّ واجبٌ علينا في حياتها، كما أنّه واجبٌ علينا إكرامها بإحسانٍ في جنازتها وزيارة قبرها والتصدق عنها.
خاتمة:
إنّ فضل الأمّ عظيم، وواجبنا نحوها لا يقلّ عظمة، فإن برّها من أعظم القربات إلى الله تعالى، وسبيلٌ للنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة. علينا أن نحرص على برّ أمهاتنا، ونُعظّم قدرهنّ، ونُقدّر تضحياتهنّ، فإنّ ذلك من أعظم مظاهر الإيمان والتقوى.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |