لِبَرِّ الوالدين أهمية بالغة في الإسلام وفي جميع الديانات السماوية والثقافات الإنسانية، فهو ركن أساسي من أركان الدين وعمادٌ للمجتمعات السليمة. تتجلى أهميته في عدة نقاط :
1. شرعية الأمر الإلهي:
أمر الله تعالى ورسوله الكريم ﷺ ببر الوالدين صراحةً وكرر ذلك في آياتٍ كثيرةٍ وأحاديثٍ نبويةٍ شريفةٍ، موضحاً عظيمَ الأجر والثواب لمن قام بذلك، وعاقبةَ من عصى وعاقَ والديه. هذا الأمر الإلهي يجعل من بر الوالدين عبادةً من أعظم العبادات، مقترنةً بعبادة الله نفسه في بعض الأحيان.
2. الاستقرار النفسي والاجتماعي:
الأسرة السوية القائمة على الاحترام المتبادل والحب والتفاهم بين الأبناء والآباء هي أساس المجتمعات المتماسكة. بر الوالدين يُسهم في تحقيق الاستقرار النفسي للأبناء بأنفسهم، من خلال شعورهم بالراحة النفسية والاطمئنان، ويسهم في بناء علاقة قوية وصحية مع أسرهم، مما ينعكس إيجابياً على المجتمع ككل.
3. الدعاء والرحمة: من أهم ثمار بر الوالدين هو دعاء الوالدين الصالحين لأبنائهم، فدعاء الوالدين مستجابٌ بإذن الله، وذلك يُسهم في تحقيق النجاح والتوفيق في الحياة الدنيا والآخرة. كما أن بر الوالدين يُنال به رحمة الله تعالى، ويُفتح للبار أبواب الرزق والتوفيق.
4. الامتنان والعرفان:
بر الوالدين يُنمي مشاعر الامتنان والعرفان بالجميل لما قدمه الوالدان من تضحياتٍ جسامٍ لتربية الأبناء ورعايتهم، مما يُعزز قيم الأخلاق والإحسان.
5. النموذج الإيجابي للأجيال القادمة: بر الوالدين يُمثل نموذجاً إيجابياً لِمَنْ يأتي من بعد من الأجيال، فالأبناء الذين يشاهدون آبائهم يُحسنون إلى والديهم سيتعلمون قيم البر والاحترام ويحاولون تقليدهم.
6. السعادة والطمأنينة:
الشعور بالراحة والطمأنينة الذي يناله الابن البار بإحسانِه إلى والديه لا يُمكنُ مُقارنتهِ بشيءٍ آخر. فبر الوالدين هو مصدرٌ للسعادة الداخلية والرضى عن النفس.
باختصار، بر الوالدين ليس مجرد واجبٍ اجتماعيٍّ، بل هو فريضةٌ إسلاميةٌ عظيمةٌ ذاتُ أبعادٍ دينيةٍ واجتماعيةٍ ونفسيةٍ عميقةٍ، يُنال بها الرضا الإلهي والسعادة في الحياة الدنيا والآخرة.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |