التوحيد في الإسلام هو الإقرار والتصديق بأن الله وحده هو الإله الحق، المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وأن لا معبود بحق إلا هو. وهو جوهر الإسلام وركيزته الأساسية، فكل العبادات والأعمال الصالحة إنما تقبل بشرط توحيد الله سبحانه وتعالى.

يقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام رئيسية :

1-التوحيد في الربوبية: وهو الإيمان بأن الله وحده هو خالق الكون، ومالكه، ومدبره، وهو الذي يملك كل شيء، وهو الذي يرزق عباده، وهو الذي يُحيي ويميت، وهو الذي يفعل ما يشاء، ولا شريك له في ذلك. يُعرف هذا النوع أيضًا بتوحيد الألوهية في ملكوت السماوات والأرض. هذا القسم يُؤمن به غالبية الناس، حتى من لا يدين بالإسلام، لكنه ليس كافيًا لإكمال التوحيد.

2-التوحيد في الألوهية: وهو الإيمان بأن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأن لا يجوز أن يُعبد أحد سواه، لا من آلهة، ولا أنبياء، ولا ملائكة، ولا أولياء، ولا أصنام، ولا غيرها من المخلوقات. وهذا هو جوهر التوحيد، وهو الفرق الجوهري بين الإسلام وغيره من الأديان. هذا القسم هو الذي يُفرق بين من يُوحّد الله في ربوبيته وبين من يُوحّده في ألوهيته.

3-التوحيد في الأسماء والصفات: وهو الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا كما وصف نفسه في كتابه العزيز وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن نؤمن بها جميعًا بدون تعطيل أو تحريف أو تمثيل. يجب الأخذ بجميع الصفات بلا نفي ولا تحريف، وبدون تشبيه بصفات المخلوقات.


هذه الأقسام الثلاثة مترابطة ومتكاملة، ولا يمكن أن يكون التوحيد كاملاً إلا بتمامها. نقصان أحدها يخل بالتّوحيد الكامل. فمن لم يُوَحّد الله في ألوهيته، فعبادته باطلة مهما كان إيمانه بربوبيته كاملاً، وهكذا.