النظرة الشرعية في الإسلام موضوعٌ مُعقّدٌ بعض الشيء، وتختلف تفاصيله باختلاف الفقهاء والمدارس الفقهية، ولكن يمكن تلخيصه في النقاط التالية :
أولاً: تعريف النظرة المحرمة:
هي النظر بشهوة إلى ما يُحرّم النظر إليه من عورات الرجال والنساء الأجانب (أي غير المحارم). وتُعتبر هذه النظرة من الكبائر، وتختلف شدتها حسب طول النظر ومدى الشهوة المصاحبة له.
ثانياً: ما يُحرم النظر إليه:
* عورة الرجل والمرأة الأجنبيين:
وهي ما يجب ستره شرعاً. تختلف حدود العورة باختلاف المذهب، لكن عموماً يُحرم النظر إلى ما بين السرة والركبة للرجل، وإلى كل جسد المرأة ما عدا الوجه والكفين.
* صور النساء العاريات أو شبه عاريات:
وهذا يشمل الصور والرسومات والفيديوهات.
* ما يُثير الشهوة:
هذا يشمل أي شيء يُحفّز الرغبات الجنسية المحرمة.
ثالثاً: أنواع النظرات:
* النظرة العابرة غير المُتعمّدة:
وهي نظرة سريعة لا تُثير الشهوة، ولا تُعدّ حراماً.
* النظرة المتعمدة بشهوة:
هذه هي النظرة المحرمة، وهي التي تُعتبر كبيرة من الكبائر.
* النظرة المُطوّلة المُتعمّدة:
وهي أشدّ من النظرة المتعمدة.
رابعاً: ما يُستثنى من النظرة المحرمة:
* النظر الضروري:
مثل النظر الذي يكون لغرضٍ مُهمّ، كمعالجة طبيّة، أو طلب معلومات، أو شهادة في قضية. هذا النظر يجب أن يكون مقتصراً على الضرورة، وعدم الإطالة أو إثارة الشهوة.
* النظر إلى المحارم:
يجوز النظر إلى المحارم (أهل البيت المباح النظر إليهم) دون شهوة.
خامساً: عقوبة النظر المحرم:
عقوبة النظر المحرم هي في الدرجة الأولى عند الله تعالى، وهي من الكبائر التي قد تسبب عذاباً شديداً في الآخرة. أما في الدنيا، فالعقوبة تختلف باختلاف السياق ومدى الجرم، وقد تتراوح بين التوبة النصوح، وحتى عقوبات أخرى حسب أحكام الشريعة.
في الختام:
يجب على المسلم أن يُحافظ على بصره ويُحْشمه، وأن يتجنب كل ما يُثير شهوته ويُحرّم عليه النظر إليه. والتوبة النصوح من هذه الذنوب ضرورية، مع الحرص على عدم العودة إليها. يُنصح باستشارة عالم دين مُتخصص لتوضيح المزيد من التفاصيل، خاصةً في الحالات المُعقدة.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |