## بر الوالدين : ركن من أركان الإسلام ومنبع السعادة

يُعدّ برّ الوالدين من أهمّ الواجبات الدينية والأخلاقية في الإسلام، بل هو ركنٌ أساسيٌّ من أركانه، وقد حثّ عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مراراً وتكراراً. فهو ليس مجرد واجبٍ اجتماعيّ، بل هو عبادةٌ عظيمةٌ تقرّب العبد إلى الله تعالى، وتنال رضاه ورحمته.

أهمية طاعة الوالدين:

*

رضا الله تعالى:

أولى ثمرات طاعة الوالدين هي رضا الله تعالى، الذي وعد بفضله وجزائه لمن برّ والديه. ففي الحديث الشريف: "رضوان الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين". فبِرّ الوالدين بابٌ واسعٌ لنيل رحمة الله ومغفرته.
*

السعادة الأسرية:

الأسرة السعيدة مبنية على أساس من الاحترام المتبادل والتفاهم والمحبة، وطاعة الوالدين هي ركيزة أساسية في بناء هذه الأسرة. فهي تُنمّي روابط المودة والرحمة بين أفراد الأسرة، وتُرسّخ قيم التعاون والتضامن.
*

الاستقرار النفسي:

الأبناء الذين يبرّون والديهما يتمتّعون باستقرار نفسيّ أكبر، لأنّهم يعيشون في بيئةٍ هادئةٍ مُحاطين بالحبّ والدعم. هذا الاستقرار ينعكس إيجاباً على جميع جوانب حياتهم.
*

النموذج الإيجابي:

طاعة الوالدين تُعدّ نموذجاً إيجابياً للأجيال القادمة، فالأبناء الذين يشاهدون برّ آبائهم وأمهاتهم سيتعلّمون قيم الاحترام والتقدير، وسيتّبعون نفس النهج في تعاملهم مع والديهِم في المستقبل.
*

الحماية من العقوق:

العقوق من أكبر الكبائر، وهو يُعرّض الإنسان لعذاب الله وسخطه. فطاعة الوالدين هي أفضل وقايةٍ من الوقوع في هذه المعصية العظيمة.

صور طاعة الوالدين:

طاعة الوالدين لا تقتصر على الطاعة الظاهرة فقط، بل تتعداها إلى طاعةٍ باطنةٍ في القلب والروح، وتشمل:

*

حسن المعاملة:

الكلام الطيب، والوجه البشير، والاحترام في القول والفعل.
*

النصيحة:

إرشاد الوالدين إلى ما هو صحيح وإصلاح ما يُمكن إصلاحه بلطفٍ وحكمة.
*

الخدمة:

مساعدتهم في أعمالهم المنزلية، وخدمتهم بكلّ ما يحتاجون إليه.
*

الصبر على أذاهم:

تحمّل أخطائهم ونقائصهم بصبرٍ وحكمة، وعدم الجزع من تصرّفاتهم.
*

الدعاء لهم:

الدعاء لهم بالخير والصحة والعافية في الدنيا والآخرة.
*

إكرامهم:

إظهار التقدير والاحترام لهم في جميع المناسبات.
*

إطاعتهم فيما لا يعصي الله فيه:

الامتناع عن معصية الله حتى وإن أمر الوالدان بذلك.

خاتمة:

إنّ برّ الوالدين من أعظم القيم الإنسانية والدينية، وهو مفتاحٌ للسعادة في الدنيا والآخرة. فمن سعى إلى إرضاء والديهِ، فقد سعى إلى إرضاء الله تعالى، وسيُجزى على ذلك خير الجزاء. ولنحافظ جميعاً على هذه العلاقة المقدّسة، ونحرص على برّ والدينا ما دامت لنا بهم حياة.