بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة المسلمون، أيها المؤمنون،
ها نحنُ نُحيي عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والإخلاص، عيد إبراهيم الخليل عليه السلام وابنه إسماعيل، عليهما السلام. عيدٌ يجسّدُ أسمى معاني التوحيد والخضوع لله عز وجل، والتضحية من أجل مرضاته سبحانه.
لقد اختبر الله -عز وجل- إبراهيم عليه السلام بأمرٍ عظيم، وهو ذبح ابنه إسماعيل، فاستجاب إبراهيمُ لأمر ربه دون ترددٍ أو تذمر، مُظهرًا بذلك إيمانًا راسخًا وطاعةً مطلقة. وهذه هي روحُ العيد، روحُ التضحية والفداء في سبيل الله.
إنّ ذبح الأضحية ليس مجردَ شعيرةٍ شكلية، بل هي رمزٌ للتّضحية بالنّفس والمال والغالي والنّفيس في سبيل رضا الله تعالى. فهي تذكيرٌ لنا بضرورة التّضحية في سبيل الحقّ، والدفاع عن الدين، ومساعدة المحتاجين والضعفاء.
عيد الأضحى مناسبةٌ عظيمةٌ للتّوبة والإستغفار، وللّتقرب إلى الله تعالى بالطّاعات والأعمال الصّالحة. فلنغتنم هذه الأيّام المباركة لنُصلّي، ونصوم، ونقرأ القرآن، ونُكثر من الذّكر والدّعاء.
إنّ هذا العيد يُذكّرنا بمسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض، وضرورة التّكاتف والتّعاون، وبناء مجتمعٍ قائمٍ على التّسامح والمحبة والوئام. فلنكن أصحابَ أخلاقٍ عاليةٍ، ولنُظهر التّعاطفَ والرّحمة مع المحتاجين والمُعسرين، ولنُساهم في إزالةِ المعاناة عنهم قدر استطاعتنا.
أيها الإخوة والأخوات، فلنجعل من عيد الأضحى المبارك عيدًا حقيقيًا يُجسّدُ معاني التّضحية والإخلاص والتّعاون، وفلنُخرج من هذا العيد بأكثر من مجردِ فرحٍ وسرور، بلْ بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، وأعمالٍ صالحةٍ تقرّبنا إلى الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله تعالى أن يتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال، وأن يُعيد علينا هذه الأعياد المباركة أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، وأن يوفقنا لما يُرضيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم آمين.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |