مظاهر الشرك كثيرة ومتنوعة، وتختلف درجاتها من شرك أكبر يُخرج من الملة إلى شرك أصغر يُغفر إن تاب صاحبه. يمكن تقسيم مظاهر الشرك إلى قسمين رئيسيين :

أولاً: الشرك الأكبر (الذي يُخرج من الملة):

وهو ما يُنقص من عبادة الله وحده، ويشرك معه غيره في الربوبية أو الألوهية أو في بعض صفاتها. ومن أهم مظاهره:

*

الشرك بالربوبية:

وهو إشراك غير الله في الخلق والتدبير، كأن يعتقد أن الشمس أو القمر أو غيرهما من المخلوقات هي التي تُسبب الأمطار أو تغير الأحوال، أو أن الأصنام هي التي تُنزل النفع أو الضر. هذا النوع من الشرك هو أخطر أنواع الشرك.
*

الشرك بالألوهية:

وهو أن يُعبد غير الله ويُطلب منه النفع أو يُرجى منه دفع الضر، كعبادة الأصنام، أو الجن، أو القبور، أو الشياطين، أو حتى الأشخاص. وهو يتضمن الدعاء والتضرع والخشوع لغير الله سبحانه وتعالى.
*

الشرك في أسماء الله وصفاته:

وهو أن يُنسب لغير الله من الأسماء والصفات ما هو خاص بالله تعالى فقط، كأن يُقال إن فلانًا هو "الرحمن الرحيم" أو "الخالق" أو "الرازق".
*

الشرك في الدين:

وهو أن يُشرك في الدين ما ليس منه، مثل اتباع بعض القوانين الوضعية أو التقاليد البشرية على أنها من الدين، بحيث تُخالف شرع الله.
*

الولاء والبراء غير الشرعي:

أن يُفضل المرء الكافر على المسلم في ولائه أو يناصر الكافر على المسلم بسبب عصبية قبلية أو قومية أو غير ذلك.

ثانياً: الشرك الأصغر (الذي لا يُخرج من الملة):

وهو ما قد يُقترب من الشرك الأكبر، لكنه لا يصل إليه، ويُغفر صاحبه إن تاب واستغفر الله. ومن أهم مظاهره:

*

الرياء:

وهو أن يُظهر العبد عمله لله تعالى ليرى الناس ويُمدحوه.
*

السُمُعة:

وهو أن يُظهر العبد عمله لله ليُسمع الناس ويُشهدوا له.
*

العجب:

وهو أن يفتخر العبد بعمله ويُعجب بنفسه.
*

الحلف بالغير:

وهو أن يحلف بغير الله.
*

حب الدنيا والتشبث بها:

إلى درجة تُؤثر على العلاقة مع الله تعالى.

ملاحظة مهمة:

هذا التصنيف ليس حصرًا، وقد تداخل بعض مظاهر الشرك الأصغر مع بعضها البعض، كما أن بعض الأفعال قد تُعدّ شركًا أكبر أو أصغر حسب النية والظرف. أهم شيء هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لفهم حدود الشرك وأحكامه. يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى وأن يتجنب كل ما يُقرب من الشرك، سواءً كان أكبر أو أصغر.