تُظهر سيرة الصحابة الكرام العديد من القصص التي تُبرز إتقانهم للعمل، بغض النظر عن نوعه أو مكانته. لم يكن العمل عندهم مجرد وسيلة للرزق، بل كان عبادة وخدمة لله ورسوله وللمجتمع. إليك بعض الأمثلة :

*

سالم مولى أبي حذيفة:

يُروى أنه كان يُتقن عمله في حفر الآبار بشكلٍ مذهل. كان حريصاً على أن تكون آبارُه متينةً وواسعةً، حتى تُوفيق بين سعة الماء وجودة الحفر. هذا يُظهر إتقانه ليس فقط من ناحية المهارة الفنية، بل من ناحية النظرة إلى العمل كخدمة للناس.

*

أصحاب المهن المختلفة:

لم يقتصر إتقان العمل على مهنة بعينها، بل كان واضحاً في جميع المهن. كان هناك النجارون الذين يصنعون الأبواب والنوافذ بدقةٍ عالية، والبناءون الذين يُبنون المساجد والقصور بمتانةٍ وإتقانٍ، والحرفيون الذين يُبدعون في صناعة الملابس والأسلحة وغيرها من المنتجات. لم تكن هذه الأعمال مجرد وظائف، بل كانت مصدر فخرٍ وإعزاز.

*

الزراعة عند الصحابة:

كان الصحابة يُتقنون عملهم في الزراعة، من حرث الأرض وزراعتها وسقايتها حتى حصادها وتخزينها. يُظهر هذا التفاني في العمل والإخلاص في إنتاج الغذاء لأنفسهم وللمجتمع. لم يكتفوا بإنتاج ما يكفيهم، بل ساهموا في إغاثة الضعفاء والفقراء.

*

إتقان العمل في خدمة الرسول ﷺ:

كان الصحابة يُتقنون عملهم في خدمة الرسول ﷺ، سواءً كان ذلك في القتال أو في إدارة الدولة أو في خدمته الشخصية. كانوا يُحرصون على تنفيذ أوامره بدقةٍ وإخلاصٍ وإتقانٍ.

*

الامانة في العمل:

كان إتقان العمل عند الصحابة مرتبطاً بالأمانة والصدق والنزاهة. لم يُقبلوا على الغش أو التدليس في عملهم، بل كانوا يُحرصون على أن يكون عملهم دقيقاً وموثوقاً.

لا تُوجد رواية واحدة تُلخص كل قصص إتقان العمل عند الصحابة، بل هي مُبعثرة في سيرهم وأحاديثهم وأفعالهم. لكن المُشترك بينها هو التفاني والإخلاص والإخلاص في العمل، بغض النظر عن نوعه أو مكانته. كان العمل عندهم عبادة، وكانت نتائج عملهم شهادة على إيمانهم وتفانيهم.