الكبرياء والشموخ مفهومان مترابطان، لكنهما ليسا متطابقين. الشموخ يُعبّر عن قوة شخصية وثبات، هو وقار داخلي ينبع من الثقة بالنفس والقيم الراسخة، ويُظهر نفسه في سلوكٍ رزينٍ ومُحترم، لا يتّسم بالغرور أو التكبّر. أما الكبرياء، فيمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين :

*

الكبرياء الإيجابي:

هو تقدير الذات الصحيّ، والثقة بالنفس التي تُمكّن الفرد من الدفاع عن حقوقه وإنجازاته، دون التعدّي على الآخرين. إنه شعور بالفخر بما هو، وبما حققه من إنجازات، يُحفّزه على التطوّر والمثابرة. هذا النوع من الكبرياء يُشبه شجرةً شامخةً، جذورها راسخة في الأرض، وأغصانها تصل إلى السماء، مُتّصلة بالأرض، ولكنها تتّجه نحو النور.

*

الكبرياء السلبي:

هو غرورٌ وتكبّر، يتّسم بالاستعلاء على الآخرين، وانعدام الاحترام لهم، ويُؤدّي إلى العزلة والوحدة. هذا النوع من الكبرياء يُشبه برجًا شاهقًا، منفصلًا عن الأرض، معرّضًا للسقوط في أيّ لحظة.

الشموخ الحقيقيّ هو مزيج من الكبرياء الإيجابيّ والإنسانية، هو القدرة على حمل الذات بفخر، مع الحفاظ على التواضع والاحترام للآخرين. الشخص الشامخ لا يحتاج إلى التباهي أو إثبات نفسه، فثقته بنفسه واضحة في أفعاله وسلوكه. هو كالقمّة الجبلية التي تُطلّ على العالم، بجمالها وقوتها، ولكنها لا تُهدّد أحداً.


باختصار، الشموخ فضيلة، بينما الكبرياء سيف ذو حدّين، يُمكن أن يكون مُحفّزًا أو مُدمّراً، وذلك يعتمد على كيفية استخدامه. الطريق الأمثل هو السعي للشموخ بالتواضع والإنسانية.