الأمّ.. كلمة تتسع لمعاني لا تُحصى، كبحرٍ واسع لا تُدرك حدوده. هي الحنانُ المتدفّق، والصبرُ الذي لا ينضب، والرحمةُ التي لا تتناهى. هي الأمانُ الذي نلجأ إليه حينما تُحاصرنا عواصفُ الحياة، والطمأنينةُ التي تُهدّئ روعنا حينما تُخيفنا ظُلماتُ الليل.

هي أكثر من مجردِ جسدٍ حملنا تسعة أشهر، هي روحٌ تُنير دروبنا، وقلبٌ ينبضُ لنا حياةً جديدةً كل يوم. تُضحّي من أجلنا بكلّ ما تملك، دون ترددٍ أو تذمّر، فدائماً ما نجدها تُقدّم لنا كلّ شيء، حتّى لو كان ذلك على حساب راحتها وسعادتها.

أذكرُ - ولا أزال - رائحةَ يديها، حين كانت تُحضّر لنا الطعام، ورأفتها حين تُضمّد جروحنا، وأنينها الحزين حين نُعاني. كلُّ تلك الذكريات تُشكّل لوحةً فنيةً جميلة، تُزيّنُ جدرانَ ذاكرتي، وتُنعشُ روحي كلما اشتدّ عليّ التعبُ أو اليأس.

الأمّ ليست مجردَ شخصٍ، هي مدرسةٌ تُعلّمنا الحياة، وسندٌ نعتمدُ عليه، ونبعُ حنانٍ لا ينضب. هي نعمَةٌ كبرى، ونِعمةٌ لا تُقدرُ بثمن. فلتكن دعواتنا دائمةً لها بالصحةِ والعافية، ولنُبادلها الحبَ والعرفانَ بكلّ ما نملكُ من قوّة.